ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

ماذا يعني إعلان بوتين عن "حتمية النصر" على أوكرانيا؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز

وسط أجواء متوترة تتصاعد فيها المعارك في أوكرانيا، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليؤكد بلهجة حاسمة أن روسيا ستنتصر في عمليتها العسكرية، واصفا الصراع بأنه "معركة عادلة".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي في كلمته بمنتدى "فالداي"

بوتين: لا نية لروسيا في مهاجمة الناتو ولن نرضخ لسياسة الإملاءات

 هذا الإعلان أثار تساؤلات حول الموازنة بين الواقع العسكري على الأرض والطموح السياسي الذي يسعى الكرملين لتحقيقه، وما إذا كان النصر المعلن واقعا قابلا للتحقق، خاصة أن هناك استراتيجية لتحفيز الداخل الروسي وفرض النفوذ على الخارج.

ويرى خبراء أن تصريحات بوتين تعكس إصرار روسيا على تحقيق أهدافها الاستراتيجية، سواء بالسيطرة على مزيد من الأراضي في إقليم دونباس أو فرض واقع سياسي يجعل من أوكرانيا دولة محايدة خارج أي ترتيبات أمنية غربية، وعلى رأسها حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأشاروا إلى أنه على الرغم من هذا الطموح السياسي، إلا أن الواقع العسكري يفرض قيودا واضحة، خاصة أن القدرة على حسم المعركة ميدانيا محدودة، والتسوية السياسية لا تزال بعيدة.

مأزق استراتيجي

رامي القليوبي، الأستاذ في كلية الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، قال إن التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الحرب في أوكرانيا ليست مفاجئة، مشيرا إلى أنها تعكس موقفا أبدته موسكو منذ بداية الأزمة.

وأضاف القليوبي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن روسيا ماضية في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، سواء من خلال تعزيز سيطرتها على مزيد من الأراضي في إقليم دونباس، أو عبر فرض واقع سياسي جديد يجعل من أوكرانيا دولة محايدة خارج أي ترتيبات أمنية غربية، وعلى رأسها حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأكد الخبير في الشؤون الروسية أن موسكو رغم إصرارها على تحقيق النصر العسكري، لا تبدو قادرة في الوقت الراهن على حسم المعركة ميدانيا، موضحا أن كلا الطرفين يواجه مأزقا استراتيجيا، فلا روسيا قادرة على إلحاق هزيمة ساحقة بأوكرانيا، ولا كييف تمتلك القوة اللازمة لطرد القوات الروسية أو فرض شروطها على طاولة المفاوضات.

وأشار إلى أن التسوية السياسية لا تزال بعيدة المنال؛ لأن الشروط التي يطرحها كل طرف تتعارض جذريا مع الآخر.

وأضاف: "نحن أمام معادلة مغلقة؛ لا تفاوض حقيقيا، ولا قدرة على الحسم، وهذا يعني أن الوضع سيظل على ما هو عليه إلى أن تفرض تغيرات عسكرية أو سياسية على الأرض واقعا جديدا يجبر أحد الطرفين على تقديم تنازلات".

وحول استراتيجية موسكو، أوضح المحلل السياسي أن روسيا تعوّل على عامل الوقت، وتراهن على إنهاك أوكرانيا عسكريا واقتصاديا، وعلى تراجع الدعم الغربي مع تغيّر المزاج السياسي في بعض العواصم الأوروبية، وهو ما قد يدفع القيادة الأوكرانية في نهاية المطاف إلى القبول بحل وسط يُنهي الحرب.

ولفت إلى أن هذا السيناريو مرتبط بعدة متغيرات رئيسة، أبرزها استمرار الدعم العسكري الغربي لكييف، ومدى تماسك الجبهة الداخلية في روسيا وأوكرانيا على حد سواء.

إنذار خطير

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، د. نزار بوش، إن التصعيد الكلامي والعملي من جانب الأوروبيين، خاصة الإجراءات والعقوبات في إستونيا وبولندا، إلى جانب تصريحات تشير إلى "بناء جسر من المسيرات" على الحدود الروسية مع حلف الناتو قرب بيلاروسيا، شكلت إنذارا خطيرا لدى موسكو. 

وأضاف في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هذا التصعيد، إلى جانب تصاعد بعض التصريحات الأمريكية الأخيرة من الرئيس ترامب ومستشاريه، دفع روسيا إلى الشعور بضرورة الرد والمواجهة.

وأوضح بوش أن الروس يعتبرون أن أمامهم خيارا واحدا، وهو تحقيق الانتصار في هذه المعركة؛ لأن أي حل مؤقت أو تجميد للصراع سيترك الغرب قادرا على تدريب وتجهيز الجيش الأوكراني وإعادة بنائه بأسلحة وعناصر جديدة؛ ما قد يشكل تهديدا أوسع لروسيا لاحقا.

وبيّن أستاذ العلوم السياسية أن هذا المنطق يفسر رغبة موسكو في توسيع رقعة النفوذ الأمني إلى ما وراء دونباس، لخلق مناطق عازلة يمكن استخدامها كورقة تفاوضية مستقبلًا.

أخبار ذات علاقة

بلهجة تهكم ساخرة.. بماذا علق بوتين على اختراق المسيرات الأجواء الأوروبية؟

كيف علق بوتين على اختراق المسيرات أجواء أوروبا؟ (فيديو إرم)

 وأشار بوش إلى نقطتين أساسيتين، الأولى أن أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على الدعم الأوروبي والأمريكي في التسليح والتمويل، والثانية أن استسلام روسيا لحالة تجميد الصراع قد يمهد لعودة تصعيد أوسع يصل إلى مستوى اشتباك مع دول أعضاء في حلف الناتو؛ ما قد يعقد الموقف بشكل كبير ويدفع نحو استخدام أسلحة أكثر خطورة.

واستدرك أن روسيا، رغم تكبدها خسائر كبيرة، تفضل تحمل تكلفة عسكرية على خسارة الدولة بأكملها أو التفكك، مشبها المخاطر بما حدث في الحرب العالمية الثانية حين اقترب هتلر من مشارف موسكو.

وأشار بوش إلى أن موقفي القيادة والشعب الروسي يتوافقان حول أن "النصر" هو الحل الذي يريانه حتميا لإنهاء الحرب وحماية الأمن القومي الروسي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC