انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح

logo
ميناء بندر.. هجوم استباقي إسرائيلي؟
فيديو

ميناء الشهيد رجائي.. ما أهميته؟ وهل لإسرائيل مصلحة في تخريبه؟ (فيديو إرم)

26 أبريل 2025، 3:45 م

لحظة خاطفة، لكنها قد تكون فارقة. انفجار ضخم قطع الصمت المطبق، ليملأ الأفق بدخان أسود، ونيران تلتهم كل شيء في طريقها.

تصاعدت ألسنة اللهب في السماء، مشهد يوحي بالدمار الكامل، بينما انتشرت رائحة الحريق في كل زاوية.

كل شيء حول ميناء الشهيد رجائي صار مشوّشاً، كل ملامح البشر اختفت تحت ثقل الصدمة، ومئات الجرحى سقطوا.

كانت تلك لحظة لا يمكن لخيال أن يتصورها، انفجارٌ وضع الجميع في حالة من الهلع والذعر، وأسئلة لا تنتهي عن السبب والمسبب.

فمن يقف خلف هذا الحادث؟ وهل هو محض صدفة.. أم رسالة مشفّرة وصلت بلغة النار والدخان؟

بينما أكد التلفزيون الرسمي أن مصدر الانفجار حاوية لم يتم تحديد محتواها بعد، قد يكون هذا الحادث بداية لفصل جديد، وربما لا يكون سوى حلقة ضمن سلسلة من الأحداث المتواصلة.. فقد اعتادت إيران على الحذر في منشآتها الحساسة، خاصة منذ أن أصبحت أهدافاً متكررة في حرب غير معلنة تدور خلف الشاشات، حيث لا تُرفع رايات، ولا تُطلق رصاصات، بل تُزرع الشيفرات، وتُفجّر الأكواد.

وفي قلب هذا المشهد، لا يمكن تجاهل اسم إسرائيل، رغم نفيها القاطع. الدولة التي تملك من الدوافع ما يكفي لتوجيه ضربة كهذه، ومن السوابق ما يعزز الشكوك. فقد سبق أن طالت الهجمات السيبرانية الإسرائيلية ميناء بندر عباس نفسه، وعطّلت عملياته بالكامل العام 2020، بحسب تقارير دولية متعددة. لم يكن الهجوم حينها لغايات التدمير، بل رسالة دقيقة: "نحن هنا، ونستطيع أن نعبث بعجلة اقتصادكم متى شئنا".

لكن ما يزيد من أهمية هذا الانفجار، هو الموقع الإستراتيجي لميناء الشهيد رجائي. فهو لا يعد مجرد ميناء تجاري عادي، بل يُعد نقطة محورية في حركة التجارة الإيرانية، إذ يعالج نحو 60% من صادرات وواردات إيران. ويُعد الميناء الذي يقع على بعد 25 كيلومتراً فقط من مدينة بندر عباس، بمثابة بوابة رئيسة للملاحة في مضيق هرمز، الذي يُعدّ من أهم الممرات البحرية في العالم.

هذا يعني أن أي خلل في حركة الملاحة أو في العمليات اللوجستية للميناء قد ينعكس بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني برمته، ويؤثر في تدفق السلع الاستراتيجية مثل النفط والغاز.

ما يجعل هذا الحادث أكثر إثارة للريبة، هو توقيته الحرج. مفاوضات نووية بين طهران وواشنطن تُعاد صياغتها في الكواليس، وإسرائيل التي تخشى من أي اتفاق يعيد الروح لاقتصاد إيران، قد تكون وجدت في هذا التوقيت فرصة لإعادة خلط الأوراق. لكنها، على ما يبدو، تفضّل الضرب عبر الظل، عبر أيدٍ خفية لا تحمل توقيعاً واضحاً، وفقا لما قد تعتقده إيران.

هل كان الانفجار مجرد حادث عرضي؟ أم عملية دقيقة تندرج في سياق حرب سيبرانية مستمرة؟ لا إجابة حاسمة بعد. لكن ما هو مؤكد، أن ميناء الشهيد رجائي لم يعد مجرد موقع لوجستي، بل قد يكون نقطة التقاء لخطوط التوتر بين طهران وتل أبيب، ومسرحاً غير مرئي لصراع رقمي لا يقل خطورة عن الحروب التقليدية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC