تخيّل أن تُجبر على إنجاب مئات الأطفال دون أن تكون لك حرية الاختيار، ودون أن تتعرف إلى أيٍّ منهم. هذه لم تكن قصة من نسج الخيال، بل حقيقة عاشها شاب أفريقي في القرن الـ19.
في عام 1828، عاش شاب أفريقي يُدعى "باتا سيكا" في مقاطعة ساو باولو بالبرازيل. كان يتمتع ببنية جسدية هائلة، طوله يتجاوز المترين، وعضلاته مفتولة. لكن هذه القوة لم تشفع له، إذ استُعبد على يد عائلة ثرية وذات نفوذ.
وعلى الرغم من قوته، لم يُستخدم سيكا في الحراسة أو الزراعة، بل قرر مالكه استغلاله في غرض وحيد:
تخصيب النساء. الهدف كان إنجاب أطفال أقوياء يمكن بيعهم بأسعار مرتفعة في سوق العبيد.
خلال سنوات العبودية، أنجب باتا سيكا 249 طفلاً لم يعرف أحداً منهم، ولم يعرفوه هم أيضاً. لقد عاش بينهم غريباً، مجرد أداة استغلال بشري.
مع إلغاء العبودية عام 1888، تغيّرت حياة سيكا. تزوّج من سيدة تُدعى بالميرا، وأنجب منها 9 أبناء ربّاهم بحب، وحرص على تعليمهم القراءة والكتابة، في محاولة لتعويض ما فاته من حياة أسرية حقيقية.
عاش باتا سيكا حتى بلغ 130 عاماً، وتوفي عام 1958. إلا أن أثره لم ينتهِ بموته، إذ تشير تقارير إلى أن نحو 30% من سكان مدينة سانتا إيزابيل دو بارا في البرازيل اليوم يعودون في نسبهم إليه.
من محبة الناس له، أُقيم له تمثال وسُمِّيت شوارع ومدارس باسمه. فقد رأى فيه المجتمع مثالاً للرجل الذي حُرم من إنسانيته، لكنه ظل يبحث عن الحب وعن أبنائه حتى آخر أيامه.