في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا وفتحت في الوقت ذاته باب النقاش، أعلنت وزارة الصحة التونسية استحداث اختصاص "طب الشيخوخة" في كليات الطب، وسط موجة من التفاعلات بين الأوساط الطبية والاجتماعية.
القرار يأتي في لحظة حساسة، حيث تواجه البلاد تحديات ديموغرافية متصاعدة مع بلوغ نسبة كبار السن 16.9% من السكان، وسط توقعات بارتفاعها إلى 18% بحلول 2030.
لكن إدراج هذا التخصص لم يكن مجرد تعديل في المناهج، بل يعكس تحولًا في النظرة إلى فئة ظلت لعقود على هامش الأولويات الصحية ويرى مهنيون أن "طب الشيخوخة" لا يقتصر على علاج أمراض الكِبر، بل يعالج تعقيدات التقدم في السن: من تعدد الأمراض، وتراجع الوظائف الجسدية، إلى الهشاشة النفسية والاجتماعية.
رئيسة الجمعية التونسية لعلوم الشيخوخة وصفت القرار بـ"الخطوة التاريخية"، فيما اعتبره آخرون تحركًا متأخرًا لكنه ضروري. وبين الاحتفاء والتحفظ، يبدو واضحًا أن تونس دخلت رسميًا مرحلة مواجهة شيخوخة المجتمع بأدوات علمية و مؤسساتية جديدة.