كسر الحكم الإيراني الدولي، علي رضا فغاني، سر صمته بعد الجدل الواسع الذي لاحقه عقب إدارته لنهائي كأس العالم للأندية، والذي أُقيم بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي مقابلة مع وكالة "إيسنا" الإيرانية، تحدث فغاني بصراحة عن مشاركته في البطولة، مشاعره تجاه وطنه، وردّه على الانتقادات، وموقفه من الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا.
فغاني قال إنه شعر بسعادة كبيرة عندما تم اختياره لتحكيم المباراة الافتتاحية، ولم يكن يتوقع أن يُسند له نهائي البطولة أيضًا.
وأضاف: "تحكيم مباراتي الافتتاح والنهائي شرف لأي حكم، كنت الحكم الوحيد الذي أدار 4 مباريات في البطولة، واختياري جاء نتيجة الأداء الجيد، وأيضًا لأن الفرق التي تأهلت إلى النهائي لم تكن مرتبطة ببلدي الجديد أستراليا، مما أتاح الفرصة لي".
وعن إمكانية مشاركته في مونديال 2026، قال فغاني: "هذا النوع من البطولات يُستخدم لتقييم الحكام. ما زال أمامنا بطولات مهمة، ويجب أن نحافظ على مستوانا.. كل شيء قد يتغير في اللحظة الأخيرة، وربما يُستبعد حكم من القائمة النهائية في آخر لحظة".
فغاني أوضح أنه لا يمكن لأحد أن يُشكك في هويته الإيرانية رغم حمله الجنسية الأسترالية.
وقال: "قضيت أكثر من ثلثي حياتي في إيران، ونشأت هناك، ووصلت إلى أعلى المراتب بفضل هذا الوطن. أنا إيراني في قلبي، حتى عندما أُدير مباريات في أرض أمريكا، ومهما حملت من جنسيات".
وأضاف: "أنا أحب شعبي وبلدي. هذا أمر لا يمكنني إنكاره. قد لا أعيش الآن في إيران، لكن قلبي ما زال هناك".
عن الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، قال فغاني: "أدين هذه الحرب تمامًا. من منا يتمنى أن يرى بلاده في حالة قصف؟ والديّ وأقاربي يعيشون في إيران، وأتمنى أن يحظوا بحياة آمنة ومستقرة".
وأضاف: "أيام الحرب تزامنت مع بداية المعسكر التحضيري الخاص بنا بمشاركة 240 حكمًا من مختلف الدول. كثيرون كانوا يسألونني عن إيران. بعضهم أظهروا لي مقاطع لرد إيران على إسرائيل وقالوا إنهم لم يتوقعوا ردًا بهذه القوة".
وتابع: "أفضل خبر سمعته خلال هذه الفترة كان إعلان وقف إطلاق النار. شعرت بارتياح كبير بعد عودة الهدوء".
فغاني تحدث أيضًا عن لقطة لافتة أثارت الجدل عندما أشار بيده إلى السماء، وقال إنها لم تكن موجهة لأي جهة سياسية، بل كانت رسالة شخصية.
وأوضح: "في مونديال 2018، فعلت نفس الحركة، وأشرت إلى السماء لأنني شعرت بأن الله لا يزال يرعاني. في هذه البطولة، كانت الإشارة ردًا على من قال إن فغاني انتهى، وإنه لن يدير أي مباريات مهمة بعد الآن. بعض المسؤولين تجاهلوا اتصالاتي واعتبروني عائقًا أمام تقدم حكام آخرين".
واختتم فغاني حديثه بالإشارة إلى حضوره مراسم تتويج الفائزين التي شهدت مشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال: "في 2018، سلّم الرئيس الروسي الجوائز، وفي 2022 كان أمير قطر، وهذه المرة الرئيس الأمريكي.. تصرفت حسب البروتوكول، ولم يكن بإمكاني اتخاذ موقف مختلف".