مع رفع العقوبات جزئيًا عن سوريا، قررت منصة "GitHub" أن تتوافق قانونيًا مع الوضع الجديد وتزيل التقييدات التي كانت مفروضة سابقًا على المستخدمين في سوريا.
وأعلنت منصة "GitHub" رفع القيود المفروضة على المستخدمين في سوريا، بما في ذلك الوصول إلى المستودعات الخاصة، وخدمات مدفوعة مثل "GitHub Copilot"، والعمل ضمن فرق دولية دون عوائق.
ويُعتبر قرار المنصة لحظة فارقة ومُلهمة للمطورين السوريين، فهي لا تمثل مجرد فتح باب تقني جديد، بل ستخلق آفاقًا جديدة للمجتمع التقني السوري للبناء والابتكار والمساهمة في التحول الرقمي العالمي.
تُعتبر "GitHub" أكبر منصة لإدارة المشاريع البرمجية في العالم، ويستخدمها ملايين المطورين لبناء البرامج مفتوحة المصدر والخاصة.
وبالنسبة للمطورين في سوريا، كانت "GitHub" واحدة من أهم الأدوات لبناء مستقبل تقني، خاصةً في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها البلد.
ويُذكر أن حظر "GitHub" على السوريين بدأ في أواخر شهر تموز/يوليو 2019، حين شرعت المنصة التي تملكها مايكروسوفت في تقييد حسابات المطورين المقيمين في دول خاضعة لعقوبات أمريكية، بما في ذلك سوريا وإيران والقرم وكوبا وكوريا الشمالية.

بعد الحظر اجتاحت موجة انتقادات ضخمة المجتمع التقني الدولي والمحلي، وانتشرت كتابات مؤثرة من مطورين سوريين على الإنترنت. حتى أن "GitHub" نشرت بيانًا بدورها، قالت فيه إنها ملتزمة بدعم المطورين، لكنها مجبرة على الامتثال لقوانين الحكومة الأميركية.
ولتجاوز القيود، بدأ بعض المطورين السوريين استخدام الشبكات الخاصة VPN أو تحويل أماكن حساباتهم، لكنهم عانوا من تقييدات مفاجئة، وحظر عشوائي أحيانًا.
ولفك الحظر، ظهرت محاولات ضغط حقوقية على "GitHub" ووزارة الخزانة الأميركية من منظمات عالمية للمطالبة بفصل أدوات التطوير عن العقوبات الاقتصادية، لكنها لم تفلح في تحقيق هذا الهدف.
وفي الواقع التقني السوري، يعني فك الحظر أنه أصبح بإمكان المطورين في سوريا الوصول الكامل للحسابات، حيث لم يعد هناك حاجة لاستخدام الشبكات الخاصة VPN لمجرد الوصول إلى مستودعات أو "GitHub" وأدوات مثل "Copilot".
وهذا يسمح للمطورين السوريين باستخدام منصة "GitHub" كما يفعل أي مطوّر في أي مكان آخر، من دون حواجز جغرافية أو تقييد لميزات الحساب، وكذلك العمل على مشاريع واقعية، والانضمام للمنتديات التقنية، والمشاركة في مسابقات الـ"Hackathons" عالميًا.
كذلك، ستفتح هذه الخطوة الطريق أمام المساحات التعليمية والعملية؛ ما سيسمح للطلاب بالتعلم والتدرب باستخدام أدوات حديثة.
بالإضافة إلى ذلك، ستسهل هذه الخطوة إطلاق المنتجات التقنية ومحاولة التوسع خارجيًا دون الحاجة لاعتماد أدوات بديلة، إلى جانب دعم جهود إعادة البناء الرقمية وتعزيز قدرة الفرق التقنية على التعاون والتطوير المحلي والعالمي.
في السياق عينه، ومع رفع القيود، أصبحت الفرص متاحة للمشاركة في برامج مثل "GitHub Copilot"، "GitHub Actions"، و"GitHub Pages"، أي أن المطورين السوريين يمكنهم الاستفادة من بيئة عمل متكاملة وذات دعم عالمي، لإحلال بيئة أكثر دعمًا للابتكار والمساهمة في ريادة أعمال القطاع التقني.