ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
حدد تقرير لمجلة "فورين بوليسي" ثلاث خطوات "ملموسة" تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية من خلالها إبقاء مستقبل سوريا على المسار الصحيح، مشيرة في المقابل إلى أن ذلك يعتمد على قدرة الرئيس السوري، أحمد الشرع على معالجة التحديات المؤسسية والاقتصادية والطائفية.
وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سيلقي الشرع كلمة تاريخية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكون أول زعيم سوري يخاطب الأمم المتحدة من هذا المنبر منذ عام 1967.
وتواجه الشرع مهمة شاقة لبناء دولة مستقرة وشاملة في بلد يعاني من انقسامات طائفية وتحديات اقتصادية ومؤسسية عميقة، ومنذ توليه السلطة، عمل على بناء حكومة مركزية قوية، لكن العنف الطائفي يهدد هذه الجهود.
ويرى تقرير "فورين بوليسي" أن الولايات المتحدة باتت مطالبة بدعم التحول التاريخي الذي تشهده سوريا، عبر خطوات ملموسة لضمان بقاء مستقبل البلاد على المسار الصحيح.
ورغم إقرار المجلة الأمريكية أن واشنطن، لا تستطيع حل التوتّرات الطائفية وحدها، إلا أنها قادرة على دعم سوريا اقتصادياً وسياسياً لتسهيل الاستقرار، من خلال ثلاث خطوات:
تعتقد "فورين بوليسي" أن إعادة فتح السفارة ستوفر منصة دبلوماسية لدعم الحكومة الجديدة وإشراك الأقليات في العملية السياسية.
كما أن السفير الأمريكي يمكنه العمل مباشرة مع الشرع والمجموعات العرقية لضمان تمثيل عادل وتعزيز الثقة في العملية الانتقالية.
ورأت المجلة أيضاً، أن السفارة ستكون نقطة تنسيق مع شركاء إقليميين، مثل الأردن وتركيا والسعودية وقطر.
يوفر قانون الهشاشة العالمية لعام 2019، الذي وقّعه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أدوات لدعم الدول الهشة.
وترى "فورين بوليسي" أنه يمكن للولايات المتحدة استخدام هذا القانون لتمويل مشاريع صغيرة ومتوسطة، ودعم لجان المصالحة المحلية، وتعزيز الخدمات الأساسية، مشيرة إلى أن تجارب مماثلة في ليبيا أثبتت فعالية هذا النهج في بناء الاستقرار.
كما يمكن لواشنطن، وفق تقرير المجلة، دعم إنشاء صندوق استئماني دولي لتمويل البنية التحتية في مجالات مثل الكهرباء والإسكان.
وهذا الصندوق، على غرار نموذج البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سيضمن استدامة الدعم بغض النظر عن التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، مع تنسيق جهود إعادة الإعمار التي تقودها دول المنطقة وتركيا.
وتستدرك المجلة الأمريكية، أن نجاح التحول في سوريا يعتمد على قدرة الرئيس أحمد الشرع على معالجة التحديات المؤسسية والاقتصادية والطائفية.
وترى "فورين بوليسي" أن الولايات المتحدة، بدورها، يمكنها أن تلعب دوراً محورياً عبر الخطوات الثلاث السابقة، ومن خلالها لن تساعد فقط على استقرار سوريا، بل ستعزز أيضاً مصالح واشنطن في الحد من النفوذ الإيراني ومكافحة الإرهاب.
وخلص التقرير إلى القول إن دعم سوريا اليوم، هو استثمار في مستقبلها وفي استقرار المنطقة بأكملها.
ورغم التحديات الاقتصادية الهائلة، تواجه سوريا قضايا معقدة مثل إدارة الأصول المرتبطة بمقربي النظام السابق، وتفكيك صناعة الكبتاغون التي كانت تُدرّ مليارات الدولارات سنوياً.