رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
تراهن بكين في مواجهتها التجارية المشتعلة مع واشنطن على ما تعتبره نقطة ضعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتمثلة بهوسه الشديد بأسواق الأوراق المالية.
وتحاول الصين استغلال التوتر في الحرب التجارية لممارسة مزيد من الضغوط على الولايات المتحدة، معتبرة أن الانهيارات المحتملة في الأسواق المالية ستجبر ترامب على تقديم تنازلات.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في بكين، أن الزعيم الصيني، شي جين بينغ ، يراهن على أن الاقتصاد الأمريكي لن يستوعب صراعا تجاريا طويل الأمد مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وبحسب المصادر تتمسك الصين بموقفها الحازم لقناعتها بأن تصاعد الحرب التجارية سيؤدي إلى انهيار الأسواق المالية، كما حدث في أبريل/نيسان بعد إعلان ترامب عن ما يُسمى برسوم "يوم التحرير"؛ ما دفع بكين إلى الرد.
وتتوقع الصين أن يؤدي احتمال حدوث انهيار آخر في السوق في نهاية المطاف إلى إجبار ترامب على التفاوض في قمة متوقعة مع شي في أواخر هذا الشهر، وفقا للمصادر ذاتها.
ومع استمرار الحرب التجارية، واصلت بكين تصعيدها هذا الأسبوع، حيث فرضت يوم الاثنين عقوبات على وحدات الشركة الأمريكية التابعة لشركة الشحن الكورية الجنوبية "هانوا أوشن".
وأثّرت هذه الخطوة على الأسواق الأمريكية يوم الثلاثاء، فتسببت بموجة بيع حادة في افتتاح التداول قبل أن تستعيد المؤشرات الرئيسة جزءا من خسائرها وتستقر بعد الظهر.
في الأسبوع الماضي، فرضت بكين قيودا شاملة على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهي حيوية لصناعة الإلكترونيات الاستهلاكية والتكنولوجيا. ثم هدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية 100% على الصين بدءا من الأول من نوفمبر/ تشرين الأول.
خلال الأيام الأخيرة، تأرجح الجانبان بين لهجة التصعيد ومحاولات التهدئة، غير أن المواقف تصاعدت مجددا يوم الثلاثاء؛ إذ اتهمت وزارة التجارة الصينية واشنطن بـ"ازدواجية المعايير" في تهديداتها الجمركية، مؤكدة أن بكين "ستواصل القتال حتى النهاية" في الحرب التجارية الدائرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب يُوظّف أداء سوق الأسهم كمؤشر فوري على نجاحه الاقتصادي، وغالبًا ما يستغل وسائل التواصل الاجتماعي للتفاخر بالارتفاعات القياسية للأسواق، ناسبا الفضل في ذلك إلى سياسات إدارته القائمة على خفض الضرائب وتحرير التجارة.
في المقابل، عندما تتعثر السوق، وخاصةً ردًا على سياساته التجارية، يميل ترامب إلى التراجع أو طرح احتمالات إبرام صفقات جديدة.
بينما يُشيد ترامب بقوة الاقتصاد الأمريكي، يرى المسؤولون الصينيون نقاط ضعف ستتفاقم في حال نشوب حرب تجارية مع تباطؤ التوظيف، وانكماش قطاع التصنيع، وارتفاع الأسعار.
ويرى العديد من الاقتصاديين أن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها باستيعاب حرب تجارية كبرى أخرى مع الصين. وقد شكّل رد الفعل السلبي الحاد للسوق يوم الجمعة على القيود الصينية الجديدة على المعادن النادرة، والرد الأمريكي المحتمل، تذكيرا بالهشاشة الاقتصادية التي تسعى بكين إلى استغلالها.
وشهد الاقتصاد الصيني ركودا طويل الأمد، مثقلًا بانهيار سوق العقارات، والديون المتزايدة باستمرار، وتراجع ثقة المستهلك. مع ذلك، يبدو شي أقل تأثرا بتراجعات السوق، رغم أن الاقتصاد الصيني يواجه آفاقا هشة.
وفقا لمصادر مقربة من دائرة صنع القرار في بكين، فإن استراتيجية الزعيم الصيني المتشددة ترتكز على اعتقاده بأن ترامب سيستسلم في النهاية ويقدم تنازلات بدلًا من استخدام نفوذ واشنطن الكبير.
وقالت المصادر، إن هذه الثقة عززتها الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي أُبرمت في مايو. وكان ترامب قد فرض رسومًا جمركية تزيد على 100% على المنتجات الصينية، لكنه تراجع بعد أن استخدمت بكين نفوذها بصفتها أهم مُصدّر للمغناطيسات الأرضية النادرة في العالم.
وتتجه الأنظار الآن إلى القمة المرتقبة بين ترامب وشي عندما يحضران اجتماعا لزعماء منطقة آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر.