تواجه الحكومة البريطانية ضغوطًا للكشف عما إذا كان جوناثان باول قد شارك في محادثات للسماح لشركة صينية ببناء مصنع لتوربينات الرياح، مينغ يانغ، وُصف بأنه يشكل تهديداً "خطيراً" للأمن القومي في المملكة المتحدة.
وطالب حزب المحافظين بأن يعلن رئيس الوزراء، كير ستارمر، عن أي تدخل لمستشاره للأمن القومي في المناقشات الداخلية للحكومة بشأن الموافقة على استثمار بقيمة 1.5 مليار جنيه إسترليني من قبل مينغ يانغ، وفق تقرير لصحيفة "التلغراف".
وسيكون مصنع توربينات الرياح المُقترح للشركة في اسكتلندا، والذي أُعلن عنه يوم الجمعة، الأكبر في المملكة المتحدة. سيُزوّد المصنع توربينات لمزارع الرياح البحرية في بحر الشمال، الواقعة بالقرب من كابلات بحرية وخطوط اتصالات حيوية.
لكن، وفي جانب مثير من القضية، كشفت صحيفة "ديلي ميل" أن باول متهم أيضاً بعرقلة قضية تجسس صينية رئيسة، إذ كان عضواً في "مجموعة 48"، وهي شبكة ضغط سرية أسسها شيوعيون بريطانيون، ويُزعم أن بكين تستخدمها لتنمية وإعداد النخبة البريطانية تحت نفوذ الحزب الشيوعي الصيني.
وتهدف المجموعة إلى تعزيز العلاقات التجارية بين بريطانيا والصين، لكنها متهمة بتعزيز أجندة بكين الأوسع في بريطانيا، كما كشفت تقارير سابقة في 2020.
ويأتي باول، البالغ من العمر 69 عاماً، في قلب الجدل بعد فشل الحكومة في التصريح بأن الصين تمثل تهديدًا للأمن القومي. وأدى هذا الإغفال إلى انهيار محاكمة كريس كاش وكريستوفر بيري الشهر الماضي، اللذين اتهما بنقل أسرار إلى الصين بين 2021 و2023. أعلن الرجلان براءتهما وينكران أي مخالفات.
ويُتهم حزب المحافظين الوزراء بالتسبب في انهيار القضية خوفاً من تعريض العلاقات التجارية للخطر، بينما نفت الحكومة أي تدخل.
وتُدرج مجموعة 48 باول كـ"زميل" على موقعها الإلكتروني، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى مثل شقيقه الأكبر، اللورد باول من بايزووتر (84 عامًا)، الذي كان سكرتيراً خاصاً لمارغريت تاتشر. ومن بين الأعضاء أيضاً توني بلير، أليكس سالموند، كين ليفينغستون، فينس كابل، وجاك سترو.
وحضر بلير وجورج أوزبورن فعاليات المجموعة في لندن. من بين الأعضاء الآخرين يانغ تينغبو (50 عامًا)، الجاسوس الصيني المزعوم الذي اتهم بتطوير علاقات تجارية مع الأمير أندرو نيابة عن النظام الشيوعي، ومنع من العودة إلى بريطانيا في ديسمبر الماضي لأسباب أمنية.
ويمتلك باول سيرة مهنية طويلة، إذ شغل منصب رئيس هيئة موظفي توني بلير من 1997 إلى 2007، ثم انضم إلى بنك مورغان ستانلي. في 2011، أسس "إنتر ميديات"، مؤسسة فكرية متخصصة في حل النزاعات. وتحت هذا الدور، قام برحلات إلى الصين وعقد اجتماعات مع "مؤسسة جراندفيو"، التي تُوصف كواجهة لوكالة الاستخبارات الأجنبية الصينية، وزارة أمن الدولة.
ووفق دبلوماسي سابق فإن "جراندفيو" كانت غطاء لوكالة الاستخبارات الصينية، وأن بعض كبار مسؤوليها كانوا رؤساء استخبارات أو في جيش التحرير الشعبي.
وحضر باول حدثاً لـ "جراندفيو" بعنوان "حوار الأمن والاستقرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين" في سبتمبر الماضي، قبل تعيينه مستشاراً لستارمر، بحسب "ديلي ميل".
وانتقد كلايف هاميلتون، مؤلف كتاب "اليد الخفية" عن نفوذ الصين، صلات باول بمجموعة 48 و"جراندفيو"، معتبراً إياها "وكراً للجواسيس". وقال: "يبدو أن باول تربطه صلات وثيقة بمنظمة تزخر بضباط استخبارات رفيعي المستوى. في أحسن الأحوال، هذا سذاجة، وفي أسوأها، يجعل موقفه غير قابل للدفاع، خاصة بعد انهيار قضية التجسس".
كما أشار وزراء حكوميون إلى أن موقف باول أصبح غير مستدام، مع مخاوف من أن النهج الاستراتيجي تحت قيادته غامض، وأنه يتصرف كوزير غير منتخب.
لكن مصدراً في مكتب مجلس الوزراء نفى عضوية باول في مجموعة 48، رغم إدراجه على الموقع، ولم يعلق باول بنفسه.