logo
العالم

يلتقي الخصوم والحلفاء.. ماكرون يحشد الفرنسيين لمواجهة "الخطر الروسي"

يلتقي الخصوم والحلفاء.. ماكرون يحشد الفرنسيين لمواجهة "الخطر الروسي"
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المصدر: رويترز
21 فبراير 2025، 1:34 م

يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى توحيد الصف السياسي الداخلي لمواجهة ما وصفه بـ"التهديد الوجودي"، الذي تمثله روسيا، وذلك في ظل تصاعد التوترات في أوكرانيا والتغيرات الجيوسياسية العالمية، وفقًا لباحثين.

ومع اقتراب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مفاوضات مباشرة مع موسكو، تزداد المخاوف في أوروبا من أن تتحول أي اتفاقية سلام إلى استسلام لكييف.

لقاء مُرتقب

والتقى ماكرون مختلف قادة الأحزاب السياسية الفرنسية، الخميس، في قصر الإليزيه لمناقشة الوضع في أوكرانيا، في إطار "لقاءات سان دوني"، التي أطلقها ماكرون في شهر أغسطس/آب 2023، لتعزيز التشاور بين الأحزاب السياسية.

أخبار ذات علاقة

ماكرون وستارمر

ترامب يستضيف ماكرون الاثنين وستارمر الخميس

 

ومن المقرر عقد لقاء آخر في أوائل شهر آذار/مارس المُقبل، حيثُ أكد ممثلو أحزاب اليسار حضورهم الاجتماع، ومن بينهم مانويل بومبار عن "فرنسا الأبية"، فابيان روسيل عن "الحزب الشيوعي الفرنسي"، مارين تونديلييه عن "حزب الخضر"، أوليفييه فور عن "الحزب الاشتراكي"، وجيوم لاكروا عن "الحزب الراديكالي اليساري".

أما حزب "التجمع الوطني"، فسيتمثل بلويس أليو، في حين سيغيب رئيس الحزب، جوردان بارديلا؛ بسبب زيارة رسمية إلى واشنطن، كما سيحضر كل من غابرييل أتال عن "حزب النهضة"، ومارك فيزنو عن "حزب الحركة الديمقراطية".

تحدٍّ كبير

وقال الدكتور جان بيير مولان، الباحث الرئيس في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، إن "التصعيد الحالي في أوكرانيا يمثل تحديًا كبيرًا للأمن الأوروبي، ويتطلب استجابة دبلوماسية حازمة من الاتحاد الأوروبي للحفاظ على الاستقرار في المنطقة".

 

وأشار، لـ"إرم نيوز"، إلى أن الاجتماع يهدف أيضًا إلى تمهيد الطريق لنقاش في البرلمان الفرنسي حول تداعيات الوضع الجيوسياسي في أوروبا على فرنسا، والمقرر عقده في أوائل شهر آذار/مارس المُقبل، دون إجراء تصويت.

ولفت الباحث مولان إلى أن الحكومة الفرنسية تسعى إلى إعداد الرأي العام لفكرة تعزيز الإنفاق الدفاعي، وسط مخاوف من أن يؤدي نهج ترامب إلى تقويض الدعم الغربي لأوكرانيا، ما قد يفتح المجال أمام روسيا لمواصلة تقدمها العسكري.

وبيّن أن هناك تقارير تشير إلى أن إدارة ترامب تستبعد عودة أوكرانيا إلى حدودها قبل 2014، أي قبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وسيطرتها على أجزاء من شرق البلاد، كما تعارض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" أو نشر قوات أمريكية لضمان السلام.

 

سلام بالقوة

بدوره قال الدكتور كلود دوبوا، مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، إن "التدخلات الخارجية في الصراع الأوكراني تعقِّد من فرص الوصول إلى حل سلمي، مما يستدعي تعزيز الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية دائمة".

وأشار، لـ"إرم نيوز"، إلى أن القادة الأوروبيين يخشون من أن يشعر بوتين بالجرأة لمواصلة هجومه في أوكرانيا أو حتى توسيع نطاقه إلى دول أخرى، إذا لم يُفرض عليه "سلام بالقوة"، وهو ما قد يشمل نشر قوات أجنبية على طول خط الجبهة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

"شبح نابليون يعود".. روسيا تسخر من "طموحات" ماكرون

 وذكر دوبوا أنه رغم التحركات العسكرية المحتملة، أكد ماكرون أن "فرنسا لا تعتزم إرسال قوات مقاتلة إلى الأراضي الأوكرانية"، لكنه لم يستبعد احتمال تنفيذ "مهمة لحفظ السلام تحت إشراف الأمم المتحدة"، تكون متمركزة على خطوط المواجهة بين القوات الروسية والأوكرانية.

تعزيز الإنفاق العسكري

وبعد سلسلة لقاءات مع القادة الأوروبيين، أكد ماكرون أن هناك "إجماعًا قويًّا" بين الحلفاء على أن روسيا تمثل "تهديدًا وجوديًّا لأوروبا"، مضيفًا: "نريد سلامًا دائمًا وقويًّا في أوكرانيا"، كما أكد أنه سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل لمتابعة المشاورات حول إنهاء الحرب.

من جانبه، شدد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو على أن "أوروبا لم تواجه خطر اندلاع حرب بهذا الحجم منذ عام 1945"، وفي ظل هذا التهديد المتصاعد، ترى الحكومة الفرنسية أن تعزيز الإنفاق العسكري بات ضرورة حتمية، رغم تداعياته على المالية العامة للبلاد.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC