ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
كشف تقرير مستند إلى تقديرات محللي الاستخبارات عن خسائر "كبيرة" لحقت بالدبابات الروسية خلال الحرب في أوكرانيا، إذ فقدت موسكو نحو 4 آلاف دبابة منذ بدء الصراع في شتاء 2022.
وبحسب تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست"، فإن الخسائر الكبيرة تعكس صعوبات لوجستية ومعارك قاسية، إضافة إلى فعالية الأسلحة الغربية التي زُودت بها كييف، مثل الأنظمة المضادة للدبابات وقوتها النارية.
وذكرت المجلة أن هذه الخسائر ليست مجرد أرقام إحصائية، بل في تقرير أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية مطلع هذا الصيف، مشيرة إلى أن روسيا خسرت قرابة 11,000 دبابة.
ويعتمد التحليل على صور ومقاطع فيديو مفتوحة المصدر، التي ترسم صورة قاتمة لأداء الدبابات الروسية في ساحة المعركة، إذ تُعد دبابة T-90 واحدة من أحدث المنصات لدى موسكو، لكن أداءها في أوكرانيا لم يرقَ إلى التوقعات.
حسب مجموعة Oryx المتخصصة في تتبع الاستخبارات مفتوحة المصدر، فقدت روسيا نحو 145 دبابة T-90، سواء بالتدمير أو الاستيلاء أو الفقدان خلال السنوات الثلاث الماضية من الحرب.
وهذه الدبابة، المشتقة من برنامج سوفييتي لاستبدال نماذج أقدم مثل T-64 وT-72 وT-80، تشبه سابقاتها في التصميم، لكنها مزودة بترقيات جوهرية، إذ تتميز بحركة أعلى وقوة نيران أقوى ومدى أوسع، مدعومة بمدفع حديث يطلق قذائف شديدة الانفجار (HE) أو قذائف HE-FRAG أو قذائف سابوت خارقة للدروع مثبتة بزعانف، باستخدام ذخيرة عيار 125 ملم.
لكن رغم هذه التحسينات، أثبتت الدبابة ضعفها أمام الظروف القاسية والأسلحة المتطورة؛ ما يعكس فجوة بين التصميم النظري والأداء العملي.
أما سلسلة دبابات T-72، التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، فقد عانت أكثر من غيرها، فوفق تقرير المجلة دُمرت أكثر من 1,200 دبابة T-72 في العام الأول من القتال وحده؛ ما يجعلها الأكثر تضررًا بين المنصات الروسية. وهذه الدبابة، التي لا تزال في الخدمة لدى جيوش أكثر من 30 دولة، تُعد الأكثر شعبية في الترسانة الروسية.
كما أن أحدث نسخها، T-72B3، طرحت العام 2010 وتصنّف كدبابة من الجيل الثالث، إذ تتميز بدروع تفاعلية متفجرة من نوع Relikt، وأنظمة محسنة للتحكم في النيران، بالإضافة إلى مدفع أملس السبطانة عيار 125 ملم من طراز 2A46M5.
ومع ذلك، فشلت هذه الدبابة في مواكبة تطورات الحرب الحديثة، حيث أدت اللوجستيات السيئة وظروف المعارك إلى خسائر هائلة؛ ما يشير إلى حاجة روسيا لإعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية.
ولم تسلم كذلك دبابة T-80، إحدى أحدث المنصات في موسكو، من الخسائر، فرغم قدراتها المحسنة، تبقى عرضة للأسلحة الغربية المتطورة، مثل مركبة القتال الأمريكية برادلي التي استخدمتها أوكرانيا.
وخلال الحرب الباردة، منح نظام التعليق المتطور ومحرك التوربينات الغازية هذه الدبابة تفوقًا في السرعة والمناورة مقارنة بالسلسلة السابقة، لكن المحرك، رغم فعاليته، يستهلك كميات هائلة من الوقود؛ ما دفع إلى تطوير متغيرات أحدث لتصحيح هذا العيب.
ومع تزايد الخسائر، اضطرت روسيا إلى نشر إصدارات أقدم من T-80، مما يعمق أزمة مخزوناتها، كما أنه مع استمرار الدبابات القتالية في لعب دور قيادي على خطوط المواجهة، فمن المتوقع أن ترتفع الخسائر بشكل كبير، بحسب "ناشيونال إنترست".