logo
العالم

مهمة يقودها نجل رئيس وزراء المجر تخرج بودابست من حيادها

مهمة يقودها نجل رئيس وزراء المجر تخرج بودابست من حيادها
قوات من الجيش التشاديالمصدر: رويترز
01 يوليو 2025، 3:29 م

في خطوة غير مسبوقة تُمثل تحولاً جذريًّا في السياسة الخارجية المجرية، قررت بودابست نشر 200 جندي في تشاد، إحدى أكثر دول الساحل الإفريقي اضطرابًا، في مهمة عسكرية يقودها غاسبار أوربان، نجل رئيس الوزراء فيكتور أوربان، وهو ما أثار انتقادات واسعة بشأن دوافع هذه الخطوة وتداعياتها الاستراتيجية.

والقرار الذي نُظر إليه كاختراق لموقف المجر الحيادي التقليدي، يتناقض بشكل واضح مع سياساتها في الملفات الدولية الأخرى، ولا سيما رفضها الانخراط في الحرب بأوكرانيا أو السماح بمرور الأسلحة عبر أراضيها إلى كييف، الأمر الذي طرح تساؤلات حول ازدواجية المعايير في موقف بودابست.

وبحسب وسائل إعلام مجرية، فإن القوات المرسلة إلى تشاد ستتولى توجيه الجيش هناك ضمن مناورات مدعومة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووصفت وزارة الدفاع المجرية المهمة بأنها تسهم في "تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة الهجرة غير الشرعية".

ويرى الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية، أومو مكجي، أن هذه المهمة تأتي في وقت حساس تشهده المنطقة، خاصة بعد انسحاب القوات الفرنسية والأمريكية من تشاد، وسحب القوات الغربية من دول الساحل الأخرى مثل مالي والنيجر وبوركينافاسو.

وأوضح أن المجر تسعى، من خلال هذه المشاركة، إلى تعزيز مكانتها كطرف فاعل في جهود مكافحة الجماعات المسلحة، بما فيها بوكو حرام وتنظيمات مرتبطة بالقاعدة وداعش.

إلا أن مكجي حذّر من غموض الدور الحقيقي للمجر في مثل هذه المنطقة المعقدة أمنيًّا، معتبرًا أن النجاح في التصدي للتهديدات المتزايدة في الساحل الإفريقي يتطلب فهمًا عميقًا لتشابك المصالح والصراعات المحلية، وهو ما تفتقر إليه القوات المجرية حديثة العهد بالتدخلات الخارجية.

وفي تحليل لمعهد روبرت لانسينغ الفرنسي، طُرحت فرضية مفادها أن بودابست تحاول من خلال هذه المهمة استعادة ثقة شركائها في الناتو والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسهم فرنسا والولايات المتحدة، بعد فترة من التوتر بسبب مواقفها المساندة لموسكو وتباطئها في دعم أوكرانيا.

وأشار المعهد إلى أن إرسال القوات إلى تشاد، الدولة التي تعاني من الإرهاب والصراع الأهلي، يتناقض بوضوح مع المبررات التي تسوقها المجر لرفض الانخراط في النزاع الأوكراني، ويعزز الشكوك حول حقيقة توجهاتها السياسية، والتي قد تكون أقرب إلى دعم الكرملين منها إلى الحياد.

كما لم يغفل التحليل الجانب الشخصي في تعيين غاسبار أوربان قائداً للعملية، إذ اعتُبر هذا التعيين جزءًا من خطة لإعداده سياسيًّا مستقبلًا، عبر منحه تجربة عسكرية دولية تزيد من رصيده في الداخل والخارج.

في المقابل، حذّر محللون من أن المجر قد تكون بصدد الزج بنفسها في ساحة معقدة، سعيًا وراء مكاسب جيوسياسية محتملة مثل النفاذ إلى عقود الطاقة وحقوق استغلال الموارد الطبيعية، أو توظيف تشاد كجزء من استراتيجيتها لكبح الهجرة إلى أوروبا.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب في المكتب البيضاوي

بسبب "قائمة الممنوعين".. تشاد والكونغو تردان بـ"غضب" على واشنطن

 لكن هذه الحسابات، وفق تحذيرات المعهد الفرنسي، لا تخلو من مخاطر جسيمة، إذ تشير التقديرات إلى احتمال تسجيل معدلات وفيات مرتفعة تصل إلى 7% سنويًّا بين الجنود المجريين في حال انخراطهم في القتال، فضلًا عن مخاطر التورط في أجندات المتطرفين، ما قد يُعرض المجر لتهديدات إرهابية، كما حدث سابقًا في دول أوروبية خاضت تدخلات مماثلة في أفريقيا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC