تُراقب تل أبيب مناورات "اقتدار 1404" العسكرية، التي بدأتها القوات الإيرانية، اليوم الخميس، في شمال المحيط الهندي وخليج عمان، وسط توقعات بنشوب مواجهة ثانية بين إسرائيل وإيران أكثر حدة من السابقة، قبل نهاية العام.
واستبعد محللون إسرائيليون ربط المناورات الإيرانية بهجمات البحرية الإسرائيلية ضد ميليشيا الحوثي في اليمن، مؤخرًا، أو مناورات "طلوع الفجر" الإسرائيلية الأخيرة.
وأشاروا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إلى أن الإيرانيين لم يعد لديهم سوى التهديدات والمناورات الدعائية بعد إنجازات إسرائيل في الحرب الأخيرة، التي استمرت 12 يومًا من شهر حزيران/يونيو الماضي.
وقال بني سباتي، الباحث في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن البحرية الإيرانية بعيدةٌ كل البعد عن أن تُشكّل تهديدًا على إسرائيل أو الولايات المتحدة، مضيفًا أنه "لا يمكنهم الوقوف في وجه الأمريكيين. ليس لديهم أي فرصة".
وبيّن للصحيفة العبرية، أنه "لستُ متأكدًا على الإطلاق من أن هذه المناورات جزءٌ من مناوراتهم المخطط لها، فلا أحد يعلم ما يحدث هناك"، لافتًا إلى أن "الشعب الإيراني غير مهتم بهذه المناورات، فهو يدرك ضعف إيران".
وأشار بني سباتي إلى أن المسؤولين الإيرانيين يرون أنهم "يحتاجون إلى هذه المناورات لتشجيع أنفسهم، ولإظهار قوتهم وأن الأمور تسير في مصلحتهم"، موضحًا أنه "لا ينبغي الاستهانة بالمناورات، لكنها تنبع من نقص"، بحد تعبيره.
واعتبر بني سباتي، المعروف بعدائه للإيرانيين، أن التهديدات التي ينشرها النظام الإيراني تهدف إلى ردع الآخرين عن العمل ضده أكثر منها إلى إظهار قدراته الفعلية، لافتًا إلى غياب خامنئي عن الصور والأنشطة العامة في أيام المناورات وعروض الإنجازات الأمنية.
بدوره لم يستبعد يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، "مواجهة أخرى مع إسرائيل"، وذلك ردًا على تقديرات مخابراتية إسرائيلية رجحت وقوع جولة قتال أخرى مع إيران.
وقال صفوي: "لسنا في حالة وقف إطلاق نار حاليًا، بل في مرحلة حرب، وقد تنهار في أي لحظة"، مؤكدًا أنه "لا يوجد بروتوكول أو اتفاق بيننا وبين الإسرائيليين، ولا بيننا وبين الأمريكيين".
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيفي ديفارين، قال مؤخرًا: "بالتوازي مع القتال في قطاع غزة، سنواصل عملياتنا العسكرية والهجومية على حدود لبنان وسوريا والضفة الغربية، بالإضافة إلى ذلك، نواصل مراقبة ما يحدث في إيران".
ومن جهته، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، "إن الحرب الحالية ليست حربًا منفردةً، بل هي خطوةٌ أخرى ضمن خطةٍ طويلة الأمد ومخططة، من منظورٍ متعدد القطاعات، لضرب جميع مكونات المحور الذي تقوده إيران".
