بينما تصل الجولة السريعة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في آسيا إلى ذروتها الخميس بلقاء طال انتظاره مع نظيره الصيني شي جين بينغ، فإن لا توقعات بأن تحل بكين وواشنطن جميع مشاكلهما.
وأعرب البيت الأبيض عن تفاؤله بشأن توقيع اتفاق واسع النطاق خلال المحادثات، حيث تسعى القوتان العظميان إلى نهاية مفيدة للطرفين لانفراجهما التجاري، لكن توقعات خبراء تنحصر في تحقيق تقدم لمنع المزيد من الضرر الاقتصادي، وفق تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وتوصل مفاوضو أكبر اقتصادين في العالم إلى إطار عمل للاتفاق، حيث صرّح مسؤولون أمريكيون خلال عطلة نهاية الأسبوع بأنه سيشمل وقفاً للرسوم الجمركية الأمريكية المشددة، وضوابط التصدير الصينية على المعادن الأرضية النادرة.
كما يأمل المراقبون أن يُسهم اجتماع الخميس في رسم مسار العلاقات الأمريكية الصينية، المتوترة منذ سنوات بسبب التوترات التجارية، خلال الفترة المتبقية من ولاية ترامب الثانية.
تسيطر الصين على 70% من إنتاج المعادن النادرة عالمياً، وتعالج 90% منها، مما يجعلها سلاحاً استراتيجياً في مواجهة الرسوم الأمريكية، فقد ردت بكين بقوة على تصعيد ترامب، بوقف واردات زراعية أمريكية تضر بقاعدته الانتخابية في حزام الصدأ، وتنويع صادراتها إلى آسيا وإفريقيا.
كما فرضت رسوماً على السفن الأمريكية، وهددت شركات مثل غوغل ونفيديا بتحقيقات احتكارية، إذ تقدر "بلومبرغ إيكونوميكس" أن رفع الرسوم إلى 100% يرفع المعدلات إلى 140%، مما قد يوقف التجارة تماماً ويضر الطرفين.
ورغم تفاؤل ترامب بيده العليا، يظل الاقتصاد الصيني مرناً، فقد ارتفعت صادرات بكين 8.3% في سبتمبر إلى 246 مليار جنيه إسترليني، رغم انخفاض الشحنات إلى أمريكا 27%.
ويتوقع مسؤولون أمريكيون تمديد الهدنة التجارية أبعد من 90 يوماً، لتوفير استقرار عالمي، إذ أكد وزير الخزانة سكوت بيسنت وجود إطار "إيجابي للغاية"، يشمل الرسوم، الزراعة، والفنتانيل، حسب وكالة شينخوا.
لكن المعادن النادرة ليست كل شيء، فترامب سيضغط على "شي" لإنهاء حرب أوكرانيا عبر نفوذ بكين على موسكو. يقول ترامب: "أود أن أرى الصين تساعدنا مع روسيا"، مشيراً إلى قدرة شي على التأثير في بوتين.
فشلت قمة ألاسكا سابقاً، وفرض ترامب عقوبات على شركتي نفط روسيتين، معبراً عن إحباطه حين قال: "محادثات جيدة مع فلاديمير، لكن بدون نتيجة".
في المقابل، قد تطالب بكين التزاماً أمريكياً بـ"الصين الواحدة" وتنديداً بعلاقات تايوان. وتردد ترامب في مبيعات أسلحة جديدة لتايبيه، رغم التزام قانوني بدعم دفاعها. وبينما ينفي وزير خارجية تايوان لين تشيا لونغ "تخلي" ترامب، يرفض ماركو روبيو استخدام الجزيرة كورقة مساومة.
ويشير صن تشينغهاو من جامعة تسينغهوا إلى اتفاق قصير الأجل، كشراء بكين المزيد من فول الصويا الأمريكي، وهو تنازل منخفض التكلفة، يلبي احتياجاتها ويخفف ضغط المزارعين الأمريكيين.
كما يُرى الاتفاق هدنة تبادلية، لا إنجازاً هيكلياً، إذ يتعاونان بشكل محدود في المعادن والفنتانيل، لكن خلافات التكنولوجيا والسياسات الصناعية مستمرة. كما قد يختبران نموذج تواصل براغماتي، يركز على حلول ملموسة، كما يقول تشينغهاو.
لكن المحلل لقمان أوتونوجا من تقلبات أسواقية، رغم تفاؤله بصفقة ولو "محدودة"، رغم رغبة ترامب بتجاوز المعادن النادرة والنفط الروسي إلى إنهاء صراعات عالمية، مستعيناً بنفوذ الصين.
