قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك عازم على استخدام منصته العالمية (إكس) لـ"زعزعة السياسة البريطانية".
وذكر تقرير للصحيفة أن ماسك، المقرب من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، "يخطف سياسة المملكة المتحدة لصالح اليمين المتطرف".
وأشارت الصحيفة إلى أن ماسك، الذي يملك 211 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، طلب من متابعيه على موقع إكس التصويت على ما إذا كان "يجب على أمريكا تحرير شعب بريطانيا من حكومتهم الاستبدادية" وفق تعبيره.
وأضافت أنه "بعد وابل من المشاركات الحادة حول بريطانيا من قبل ماسك، حيث هاجم رئيس الوزراء العمالي، كير ستارمر، وطالب بالإفراج عن المحرض اليميني المتطرف المسجون، تومي روبنسون، والانفصال عن الزعيم اليميني المتشدد، نايجل فاراج، فإن الأمر لم يعد بمثابة مزحة".
وأكدت الصحيفة أن الأمر "بمثابة استعراض من قبل رجل قوي يستمتع بقدرته على تعكير صفو سياسة بلد آخر" وفق تعبيرها.
وبحسب التقرير، فإن منشورات ماسك، التي ظهرت على منصة "إكس" مؤخرا أصبحت مثل "الضيف غير المرحب به" في حفلة عيد الميلاد، واختطفت تمامًا الجدل السياسي في بريطانيا في بداية عام 2025.
وفي السياق، قال روبرت فورد، أستاذ السياسة بجامعة مانشستر إن "لدى ماسك فهما مشوها للغاية للسياسة البريطانية، ومع ذلك فهو يمتلك مكبر صوت"، في إشارة إلى حضوره الطاغي على مواقع التواصل.
وأضاف أنه "عندما يقول ماسك هذه الأشياء في الساعة الثالثة صباحًا في إحدى ليالي الأحد، فإن ذلك عطل بلا شك المؤتمر الصحفي لحزب العمال المخصص لنظام الخدمات الصحية الوطنية بأكمله، وحرف مساره باتجاه آخر".
وتابع فورد: "رغم أنه من الصعب التنبؤ بالتأثير طويل المدى لحملة ماسك غير المنتظمة، فإن بعض تحركاته قد تأتي بنتائج عكسية، على سبيل المثال، قد يعود انفصاله عن اليميني فاراج بالنفع على فاراج وحزبه" وفق تقديره.
وأشارت الصحيفة إلى أن انفصال ماسك عن فاراج جاء بسبب رفض الأخير دعم طلب الإفراج عن المحرض اليميني المتطرف تومي روبنسون، صاحب الإدانات الجنائية المتعددة والسجل الطويل من التصريحات العنصرية والمعادية للإسلام.
ولفتت إلى أن نشاط ماسك أثار قلقًا في دول أوروبية أخرى، مثل ألمانيا، حيث أيد حزبًا يمينيًا متطرفًا له علاقات بالنازيين الجدد.
ويوم الاثنين، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دون ذكر ماسك بالاسم، أمام جمهور دبلوماسي إنه "قبل عشر سنوات، من كان يتصور أن مالك إحدى أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم سيدعم حركة رجعية دولية جديدة" بحسب تعبيره.
وبالمثل، لم يُظهر ستارمر أي رغبة في استهداف ماسك، وهو الحليف الوثيق للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي حاول ستارمر ومساعدوه تنمية العلاقات معه.
وقال ستارمر لأحد المراسلين، يوم الاثنين: "الأمر لا يتعلق بأمريكا أو ماسك، أنا أتحدث عن سياستنا".