"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب

logo
العالم

"انتهى".. صرخة غضب شعبي تزلزل حكم رئيس صربيا

"انتهى".. صرخة غضب شعبي تزلزل حكم رئيس صربيا
احتجاجات في صربياالمصدر: رويترز
17 أغسطس 2025، 2:42 م

تشهد صربيا أزمة سياسية واجتماعية غير مسبوقة، إذ خرج المواطنون بالمئات من المدن والبلدات للتظاهر ضد الرئيس ألكسندر فوتشيتش وحكومته، مطالبين بالعدالة، وإجراء انتخابات حرة، ووضع حد للفساد المستشري. 

بدأت الاحتجاجات كحركة طلابية سلمية، لكنها تحولت بسرعة إلى غضب شعبي واسع النطاق، يعكس إحباط المواطنين من سوء الإدارة السياسية، وانعدام المحاسبة. 

الشعار الأكثر ترديدًا على الشوارع هو: "لقد انتهى"، في إشارة إلى اعتقاد المحتجين بأن فترة حكم الرئيس فوتشيتش قد وصلت إلى نهايتها، رغم أنه يرفض الاستقالة، مما جعل الوضع في البلاد شديد التوتر.

انهيار مظلة تُطلق الاحتجاجات

كانت الشرارة المباشرة للاحتجاجات حادثة انهيار مظلة في إحدى محطات قطار نوفي ساد، أسفرت عن مقتل 16 شخصًا، وإصابة العشرات. 

رأى المواطنون فيها دليلًا على الفساد المستشري وجودة البناء الرديئة المرتبطة بحلفاء الحكومة، معتبرين أن المسؤولية تقع على القيادة السياسية التي سمحت بالفساد على جميع المستويات.

نظم الطلبة احتجاجات سلمية بعد الحادثة، شملت وقفات تأبين للضحايا، ومسيّرات صامتة في كل يوم 15 من الشهر. وسرعان ما أصبحت هذه الوقفات تقليدًا يشارك فيه عشرات الآلاف.

في البداية وصفته الحكومة بأنه "حماقة شباب مضللين"، لكن توسع الاحتجاجات جعل من الواضح أن الأمر أكبر من مجرد حركة طلابية؛ فقد أصبح صرخة وطنية للعدالة.

أخبار ذات علاقة

 مكافحة الشغب الصربية تواجه متظاهرين مناهضين للحكومة في بلغراد

موسكو: الأوضاع في صربيا تتجه نحو العنف (فيديو)

 

توسع الحركة.. من الطلبة إلى المواطنين

مع مرور الوقت، انضم المعلمون والعمال والفلاحون والأسر إلى الاحتجاجات، وامتدت من نوفي ساد إلى بلغراد وأكثر من 300 بلدة. أظهرت استطلاعات الرأي دعم أكثر من 60% من الصرب للاحتجاجات. 

وفي مارس، شهدت بلغراد واحدة من أكبر التظاهرات منذ عقود، بحضور نحو 100,000 شخص، في مشهد لم تشهده البلاد منذ الإطاحة بسلوبودان ميلوشيفيتش عام 2000.

زاد المحتجون من مطالبهم مع تزايد الحركة، وشملت: إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، التحقيق الكامل في حادثة نوفي ساد، نشر جميع وثائق مشاريع البناء، محاسبة السياسيين وشركات المقاولات، استقالة الرئيس فوتشيتش ورئيس الوزراء وعمدة نوفي ساد، ومكافحة الفساد والعودة إلى الديمقراطية الحقيقية.

وتعكس هذه المطالب غضبًا متراكمًا على مدى سنوات، إذ يشعر الصرب بأن النخبة السياسية تحتكر السلطة دون محاسبة.

اشتباكات الشوارع

الاحتجاجات بدأت سلمية، لكن مع رفض الحكومة الاستجابة، حوّل بعضها إلى مواجهات عنيفة؛ حيث تعرض مقر حزب الصرب التقدمي للحرق في نوفي ساد، واشتبكت قوات مكافحة الشغب مع المحتجين في بلغراد مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات. وأحيانًا انضم مؤيدو الحكومة إلى العنف، مما أدى لإصابات واعتقالات.

امتدت الأزمة إلى البرلمان، حيث أطلق نواب المعارضة قنابل دخانية ومفرقعات خلال جلسة مشحونة، ما أدى إلى اشتباكات، وتدمير أثاث، وإصابة 3 نواب على الأقل، مع تعرض أحدهم لسكتة دماغية، مما يوضح حجم الاستقطاب السياسي في البلاد.

رد الحكومة.. إنكار واتهامات

حاول الرئيس فوتشيتش وأعضاء حزبه وصف الاحتجاجات بأنها مدعومة من قوى خارجية، واتهموا الدول الغربية برشوة الطلبة للتحريض على الشغب، ووصفوا المحتجين بـ"الإرهابيين" و"البلطجية".

ورغم استقالة رئيس الوزراء ميلوش فوتشيفيتش في يناير، فإن الحكومة الجديدة التي تشكلت في مايو، فشلت في تلبية طموحات المحتجين. 

ومع استمرار الاحتجاجات استخدمت الشرطة أعدادًا كبيرة لفضها، وظهرت مقاطع فيديو تُظهر ضرب المحتجين وسحبهم إلى سيارات الشرطة، مع استخدام الغاز المسيل للدموع في مناطق مزدحمة.

قادة الاتحاد الأوروبي، الذي لطالما رغبت صربيا في الانضمام إليه، شددوا على احترام الديمقراطية وسيادة القانون وحرية الإعلام كشرط أساس. ومع تصاعد الاحتجاجات، طالبت المفوضية الأوروبية ومجلس أوروبا الحكومة بضمان حق التجمع السلمي، مع الضغط على فوتشيتش لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

في المقابل، يعتقد بعض الصرب أن فوتشيتش يوفر الاستقرار ويحمي المصالح الوطنية، ويخشون أن يؤدي رحيله إلى فوضى، ما يوضح الانقسام العميق في الرأي العام.

أخبار ذات علاقة

خلال المواجهات في بلغراد

حرب شوارع.. اشتباكات مع الأمن واقتحام مقرات حزب الرئيس في صربيا (صور)

 ويرى مراقبون أن الاحتجاجات لا تتعلق بحادثة واحدة، بل بكيفية عمل الدولة، وانتشار الفساد، وإحساس المواطنين بالعجز عن التأثير في القرارات المصيرية. إذا رفضت الحكومة الإصلاح الحقيقي، فقد تتصاعد العنف، أو يمكن أن تؤدي الانتخابات المبكرة والمساءلة إلى استقرار نسبي.

ماذا سيحدث لاحقًا؟

باعتبار صربيا دولة محورية في البلقان، فإن أي اضطراب قد يمتد إلى دول الجوار، في منطقة ما تزال تعاني من النزاعات.

كما أن الاتحاد الأوروبي يواجه تحديًا في موازنة الضغط لإصلاح صربيا، إذ إن الإفراط في الضغط قد يدفع صربيا للبحث عن دول أخرى مثل روسيا أو الصين، في حين أن التجاهل قد يضعف مصداقية الاتحاد.

مصير الاحتجاجات غير واضح؛ فقد يستمر الحراك حتى تستجيب الحكومة بإجراء انتخابات، أو قد تستخدم السلطات وسائل أشد لتفريق المحتجين، واستمرار التظاهر يزيد الضغط على الرئيس فوتشيتش مع مرور الوقت.

فالصيحات في شوارع صربيا "لقد انتهى" تُظهر دولة على حافة الانهيار، لكن مستقبل الرئيس فوتشيتش ومستقبل مسار صربيا نحو الديمقراطية سيُحددان بناءً على كيفية استجابته لمطالب شعبه: فهل ستسمح الحكومة بالتغيير، أم ستتمسك بالسلطة بأي ثمن؟

أخبار ذات علاقة

احتجاجات صربيا

"نوفي ساد" تطلق شرارة الاحتجاجات ضد "فساد الحكومة" في صربيا (فيديو)

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC