أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، اليوم الجمعة، أن الأوضاع في صربيا تتطور من المظاهرات السلمية إلى سيناريو العنف، رغم استعداد السلطات الصربية لإجراء انتخابات مبكرة.
وجاء في بيان الخارجية الروسية الذي نقلته قناة "روسيا اليوم"، "يتحول المشهد من مظاهرات سلمية إلى أعمال عنف، على الرغم من أن قيادة البلاد تتعامل بجدية مع الوضع الراهن والمشكلات القائمة، وتقدم حلولاً لتسوية الخلافات في الإطار السياسي والقانوني والدستوري، بما في ذلك الإعلان عن الاستعداد لإجراء انتخابات مبكرة".
وأشارت الوزارة إلى أن بعض القوى في صربيا تختبئ وراء شعارات "العدالة والديمقراطية" بينما تمارس عدواناً صريحاً، حيث تجاوزت الاضطرابات حدود السلوك الحضاري.
وأضاف البيان: "منذ 13 أغسطس/ آب، اجتاحت موجة جديدة من الاضطرابات شوارع المدن الصربية الكبرى، متجاوزة حدود السلوك المتحضر. بعض القوى في صربيا، تحت غطاء شعارات 'العدالة والديمقراطية'، لا تتردد في استخدام العدوان الصريح والتخريب والعنف".
وشددت الوزارة على أن "البلطجية يقومون بمهاجمة المباني الإدارية ومقرات الحزب الحاكم، حتى وصل الأمر إلى إحراق مبانٍ كان بداخلها أشخاص، مما يعرض النظام العام وأمن وحياة المواطنين للخطر".
وأعربت الخارجية الروسية عن قناعتها بأن بلغراد ستتمكن من التصدي لمحاولات تقويض الوحدة الداخلية للشعب الصربي.
وتهز احتجاجات مناهضة للفساد صربيا منذ انهيار سقف محطة للسكك الحديد في "نوفي ساد" مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً، في حادث يعزوه كثيرون إلى الفساد المستشري في البلاد.
وفي نوفي ساد، اندلعت مساء الأربعاء، صدامات بين متظاهرين مناهضين للحكومة وآخرين من أنصار الحزب الحاكم، تراشق خلالها الطرفان بالأسهم النارية ومقذوفات أخرى، ما استدعى تدخل الشرطة للفصل بينهما.
ومنذ مأساة نوفي ساد، تشهد صربيا تظاهرات شارك فيها مئات الآلاف للمطالبة بإجراء تحقيق شفاف في الكارثة وإجراء انتخابات مبكرة، فيما يرفض الرئيس ألكسندر فوتشيتش هذا الخيار، مندّدًا بمؤامرة خارجية للإطاحة بحكومته.
وشهدت أكثر من 10 مدن صربية، بدءا من مساء الأربعاء، احتجاجات مناهضة للحكومة شارك فيها آلاف المتظاهرين، تخللتها صدامات في مدينة نوفي ساد شمال البلاد بين المحتجين وموالين للحزب الحاكم.
وتأتي هذه التظاهرات غداة احتجاجات جرت، الثلاثاء، في بلدة فرباس، على بُعد حوالي 100 كيلومتر شمال غرب بلغراد، وتخللتها صدامات بين متظاهرين مناهضين للفساد وملثمين، كان بعضهم مسلحًا بهراوات.