ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
غابت الحكومة الإيرانية عن قمة شرم الشيخ في مصر، التي عُقدت أمس الاثنين، لإقرار وثيقة السلام في غزّة، ما أثار موجة من الانتقادات من جانب التيار الإصلاحي في إيران، بينما رحّب بعض من التيار المحافظ بهذا الغياب.
الولايات المتحدة كانت قد دعت إيران لحضور المؤتمر الذي شهد مشاركة عدد من قادة المنطقة والدول المجاورة لإيران، بما في ذلك تركيا، أذربيجان، أرمينيا، باكستان، وعدد من دول الخليج العربي، لكن طهران اختارت عدم الحضور.
رغم ترحيب بعض المحافظين بقرار المقاطعة، اعتبرت وسائل إعلام وناشطون من التيار الإصلاحي أن غياب إيران سيضعف دورها الإقليمي.
وانتقدت صحيفة "هممیهن" عدم مشاركة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ووزير الخارجية عباس عراقجي، معتبرةً أن "إيران تُعرّف نفسها بالانزواء عن العالم لأنها لا تقبل النظام العالمي القائم"، مؤكدةً أن حضور إيران في مثل هذه الاجتماعات "لن يكون مفيداً ما لم تتجاوز فرضية رفض الهيكل العالمي".
وانتقدت الصحيفة زيارة بزشكيان إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفةً إياها بـ"المضحكة"، لافتةً إلى التناقض بين هذا الحضور وتجنّب حضور قمة شرم الشيخ، وتساءلت: "إذا كنتم ترغبون بالتفاعل مع المجتمع الدولي، فلماذا لم تحضروا مصر بينما تبحثون عن اجتماعات في الأمم المتحدة؟".
وأشار "غلام حسين كرباسجي"، عضو حزب كوادر البناء، أحد الأحزاب المعتدلة، إلى تاريخ إيران، وقال: "أحياناً كان الكشف عن المظالم أفضل من الانزواء".
بينما اعتبر محمد علي أبطحي، رئيس مكتب الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، أن المشاركة مهمة للاستماع إلى صوت الشعب الإيراني، وغياب إيران يعني "الخوف من العدو".
وأضاف: "لن يفيد إيران شيء من المشاركة في قمة شرم الشيخ في ظل وجود ترامب والدول المرعوبة من أمريكا، لكن الحضور هناك كان يمكن أن يكون فعل شجاعة لإيصال صوت شعبنا المظلوم وفضح جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل وأمريكا".
وأوضح: "ليست المهمّة في هوية المشاركين، بل في أن يُسمع صوت الشعب الإيراني، أما الامتناع عن المشاركة فيعني الخوف من العدو".
بدوره، كتب عماد الدين باقي، وهو أحد الناشطين الإصلاحيين، عبر منصة "إكس": "هذا المنطق يمثل حلقة مفرغة. حين يُخطط للمنطقة من دون حضوركم، يزداد خطر الحرب والتهديد، والحضور ولو بمستوى منخفض كان سيحدّ من ذلك".
كما قال المحلل السياسي الإصلاحي، أحمد زيد آبادي، عبر قناته في "تلغرام"، إن "الضغط الإقليمي والدولي على إيران سيركز الآن لإجبارها على التكيف مع النظام العالمي الجديد، وليس لإسقاطها أو إشعال حرب".
تجدر الإشارة إلى أن قمة شرم الشيخ، التي دعا إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتعاون مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، غابت عنها أيضاً إسرائيل رسمياً، وكذلك حركة حماس بينما برّرت إيران عدم الحضور بأن التعامل مع من يهاجم شعبها ويواصل تهديده وحظره "غير ممكن".