قضايا ملحة تنتظر وأسئلة كبرى ما زالت بلا إجابة.. بعد قمة ترامب في شرم الشيخ يغادر في لحظة فارقة مليئة بالغموض.. غزة وحماس، وملفات السلام الأكثر تعقيدا.. ماذا ينتظر المنطقة الآن بعد توقيع الاتفاق؟.
لحظات قليلة كانت كافية ليضع العالم أنظاره على شرم الشيخ، حيث انعقدت القمة بحضور عدد من قادة العالم.. الآمال كبيرة.. فبين النجاح والفشل، غابت الإجابات الحقيقية.
المرحلة الأولى من خطة ترامب شهدت بعض إنجازات أهمها إطلاق سراح الرهائن ووقف القتال في غزة.. هذه الخطوة كانت مؤشرا قويا على قدرة الدبلوماسية الأمريكية على تحقيق نتائج سريعة، لكنها لم تمس جوهر المشكلة.
أما المرحلة الثانية الأكثر تعقيدا فتمثل تحديا أكبر.. تفكيك حماس ومسألة نزع السلاح، وإعادة هيكلة حكم غزة، وتحديد مستقبل السلطة الفلسطينية.. هذه الملفات الفضفاضة التي تنتظر حلولا واضحة، ما زالت معلقة بلا أجوبة عملية، وسط غياب خطة محددة بزمن أو ملموسة على الأرض.
بعد مغادرة ترامب، تظل الأسئلة الكبرى معلقة في الهواء. من سيقود القوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام؟ وما صلاحياتها الفعلية؟ كيف ستتم معالجة دور حماس، إداريا وعسكريا في غزة؟ وهل هناك خطة واضحة للسلطة الفلسطينية؟ والأهم، هل ستتحول هذه الالتزامات المكتوبة إلى واقع ملموس، أم أنها ستظل مجرد وعود على الورق؟.
هذه الأسئلة تحدد مسار المنطقة خلال الأشهر القادمة، وتكشف مدى قدرة القوى الإقليمية والدولية على ترجمة الكلمات في الاتفاق إلى أفعال تنهي مأساة الشعب الفلسطيني في غزة بعد عامين من الدمار والقتل والتشريد.
قمة شرم الشيخ كانت لحظة دبلوماسية كبيرة، لكنها تركت المنطقة أمام تحديات لم تحل بعد.. النجاح الجزئي في وقف القتال وإطلاق الرهائن هو خطوة مهمة، لكنه ليس الحل الشامل.. الغموض لا يزال يسيطر على المرحلة الثانية من خطة ترامب، وما زالت المنطقة في حالة ترقب وانتظار.
في النهاية ما تركه ترامب هو التزام مكتوب ولكن التفاصيل العملية والقرارات الحاسمة تنتظرها الأيام القادمة.. الشرق الأوسط يقف على مفترق طرق والملفات الملحة لم تتغير.