وضعت اتهامات أطلقتها المعارضة في تشاد لفرنسا بتعطيل الديمقراطية في البلاد من خلال دعم حكم أسرة إدريس ديبي باريس بعزلة في الساحل الأفريقي، بحيث أصبحت في مواجهة مع الأنظمة الحاكمة والمعارضة معًا.
وقال زعيم المعارضة ورئيس الوزراء التشادي السابق، سوكسي ماسرا، إن "فرنسا دعمت عائلة الرئيس إدريس ديبي للبقاء في السلطة على حساب إرادة الشعب".
وأشار ماسرا إلى أن "الخيار الأدنى كان يجب أن يكون الحياد، لكن من الواضح أن باريس فضلت عائلة واحدة على إرادة الشعب التشادي الذي يتطلع إلى التغيير".
وأعلن أنه يعتزم مقاطعة الانتخابات البرلمانية والبلدية المقرر إجراؤها في التاسع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وتأتي هذه الاتهامات بعد أشهر من فوز رئيس المجلس العسكري، محمد إدريس ديبي، بالرئاسة في السادس من مايو/أيار الماضي، في انتخابات وصفتها منظمات دولية وغير حكومية بأنها "غير حرة".
وتقدم ماسرا الذي حل ثانيًا في هذا الاستحقاق بطلب إلى المجلس الدستوري من أجل إلغاء النتائج.
وقال المحلل السياسي التشادي، محمد إدريس، "بالفعل عزلة فرنسا في تشاد والساحل الإفريقي عمومًا يتسع نطاقها. السلطات في إنجامينا تتجه نحو شراكة أوسع مع موسكو ورأينا تواتر الزيارات بين المسؤولين الروس والتشاديين، ما يعني أنه رسميًا تشاد بدأت تنأى بنفسها عن التحالف التقليدي مع فرنسا".
وأوضح إدريس في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أنه: "في المقابل، المعارضة أميل إلى انتقاد فرنسا وهي محقة في ذلك، لأنه تاريخيًا فضلت السلطات الفرنسية بقاء ديبي في السلطة وصرفت الأنظار عن الديمقراطية التي لطالما كانت هدفًا أعتقد أنه مشروع للشعب التشادي".
وتابع: "هذا الوضع سيجعل فرنسا الآن أمام وضع معقد، خاصة أن تشاد بقيت الملاذ الأخير لها في منطقة الساحل الإفريقي بعد خسارة نفوذها في بوركينا فاسو والنيجر ومالي، إثر سلسلة من الانقلابات العسكرية (..) الآن الكفة بدأت تميل بشكل واضح لروسيا على حساب فرنسا".
وتشهد تشاد أزمات أمنية واقتصادية وسياسية في ظل القطيعة بين المعارضة والسلطة بقيادة ديبي، ومن غير الواضح ما إذا كان ذلك سيقود إلى انهيار النفوذ الفرنسي.
بدوره، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد الحاج عثمان، إن "مستقبل القوات الفرنسية في تشاد سيشكل اختبارًا جديًا لمسار العلاقات بين إنجامينا وباريس، لكن عمومًا وضع فرنسا سيئ جدًا في تشاد كما بقية مناطق الساحل الإفريقي".
وأضاف الحاج عثمان في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن "فرنسا تتشبث ببقاء قواتها في تشاد، لكن بحسب الانتقادات المتزايدة والتقارب مع روسيا، فإن تلك القوات ربما تكون مضطرة في المرحلة المقبلة إلى المغادرة وهو أمر سيكون بمرتبة النكسة الجديدة لباريس".