حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
رأى خبراء، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى إلى توسيع مفهوم التحالف داخل حلف شمال الأطلسي ليشمل الجانب الاقتصادي، لا الأمن والدفاع فقط.
ففي وقتٍ يتزايد فيه التوتر التجاري بين ضفتي الأطلسي، دعا ماكرون من لاهاي إلى وضع حدٍّ للحروب التجارية بين الحلفاء، معتبرًا أن "الاقتتال الاقتصادي بين أعضاء الناتو يعدّ عبثًا استراتيجيًا".
بدوره، قال الباحث السياسي الفرنسي في معهد العلاقات الدولية بباريس، بيار دولامبر، إن "تصريحات ماكرون تظهر إدراكه العميق لتبدّل موازين القوى داخل الناتو، حيث لم تعد العلاقة تُدار فقط من منظور عسكري، بل وفق معايير اقتصادية وتجارية أيضًا".
ورأى دولامبر لـ"إرم نيوز"، أن "الحرب التجارية بين الشركاء تُقوّض الثقة الاستراتيجية وتُضعف الجبهة الموحدة في مواجهة روسيا والصين".
من جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي الأمريكي جون ديفيد كارتر، الباحث في مختبر أرغون الوطني، أن ماكرون يطرح فكرة "ثورية" في سياق التحالفات التقليدية.
وأوضح كارتر لـ"إرم نيوز"، أن "الدعوة إلى تقارب اقتصادي داخل الناتو تعني تحويله إلى كتلة متكاملة تُشبه الاتحاد الأوروبي من حيث البعد الاقتصادي".
وأشار إلى أن "العقبة الأساسية ستكون في كيفية إقناع واشنطن، خاصة في ظل توجهات ترامب القومية الاقتصادية، بالتخلي عن أوراق الضغط الجمركي".
واعتبر كارتر، أن دعوة ماكرون إلى "سلام تجاري" داخل الناتو تكشف عن تصوّر أوسع لتحالف عبر أطلسي أكثر تماسكًا، ليس فقط على مستوى الأمن، بل في الاقتصاد أيضًا.
وخلال كلمته في ختام قمة حلف شمال الأطلسي، المنعقدة يوم الأربعاء في لاهاي بهولندا، شدّد ماكرون على أن "شنّ حرب تجارية بين أعضاء الناتو أمر عبثي"، داعيًا إلى إنهاء التوترات الاقتصادية بين حلفاء ضفتي الأطلسي.
وقال ماكرون: "لا يمكننا كحلفاء، أن نطالب بعضنا البعض بزيادة الإنفاق الدفاعي، وفي الوقت نفسه نخوض حروبًا تجارية داخل الحلف. هذا أمر غير منطقي".
وأضاف أن "الجهد الجماعي"، وخصوصًا من قبل الدول الأوروبية، "يستوجب بوضوح إقامة سلام تجاري"، داعيًا إلى خفض الحواجز الجمركية القائمة أو تلك التي فُرضت أخيرا.
وأوضح أن ذلك "يجب أن يكون القاعدة بين جميع الحلفاء".
وأكد ماكرون، أن الاتحاد الأوروبي يجب أن "يتوصل الآن إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أنه ناقش هذا الملف "عدة مرات" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "علنًا وأمام الحاضرين خلال هذه القمة".
وأضاف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، عبّرا عن الموقف نفسه.
لكن حين سُئل عما إذا كان ترامب مستعدًا للاستجابة، اكتفى بالقول: "اسألوه أنتم".