"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه ضربة غير مسبوقة لإيران، في لحظة وصفتها الصحيفة بـ"الفاصلة" في تاريخ الشرق الأوسط، بينما يترقّب العالم ما ستسفر عنه التطورات القادمة.
ورأت الصحيفة أن الهجوم الأمريكي العنيف على المنشآت النووية الإيرانية يمثل نقطة تحول كبرى، لا يمكن التقليل من أهميتها، وإن ظلت نهاياتها غير قابلة للتنبؤ.
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب يراهن على الظهور كـ"قائد جريء" تمكّن من تحقيق هدف استراتيجي لطالما سعت إليه الولايات المتحدة، وهو تقويض القدرات النووية الإيرانية دون الانجرار إلى حرب طويلة الأمد، إلا أن تجارب التاريخ في الشرق الأوسط تشير إلى صعوبة تحقيق هذا التوازن.
وتقول "واشنطن بوست" إن ترامب اتخذ قرارًا لم يجرؤ عليه أي رئيس أمريكي سابق، بشن هجوم شامل على البنية التحتية النووية الإيرانية، بهدف حرمان طهران من القدرة على تصنيع سلاح نووي، غير أن ما يثير القلق، وفقًا للصحيفة، هو أن العالم، كما ترامب نفسه، بانتظار الرد الإيراني والتداعيات الإقليمية والدولية المحتملة.
ورغم أن التحرك العسكري الأمريكي بدا محتملاً منذ بدء الحملة الإسرائيلية ضد إيران قبل أكثر من أسبوع، فإن الأمور هدأت لاحقًا، إلا أن تصريحات ترامب الأخيرة بأنه سيتخذ قراره بشأن "إلقاء القنبلة الكبيرة" خلال أسبوعين، أشعلت من جديد التكهنات حول تصعيد محتمل.
وتذكر الصحيفة بأن ترامب خاض حملته الانتخابية لعام 2024 متعهدًا بإنهاء الحروب المستمرة، وتجنّب أي تورّط عسكري جديد، فخلال سنواته السابقة، عُرف بنزعته "غير التدخلية" واستخدامه للقوة بشكل محدود، كما حدث في اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني عام 2020.
لكن المشهد تغيّر الآن، بعدما أمر ترامب بإسقاط واحدة من أقوى القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات على أهداف داخل إيران، الدولة التي تُعد واحدة من أبرز خصوم الولايات المتحدة منذ 4 عقود، وهذا التحول في النهج العسكري يجعل من الصعب وصفه بأنه متردد أو متحفّظ في استخدام القوة.
وتأمل الإدارة الأمريكية، وفق ما تشير إليه الصحيفة، أن يكون قصف 3 مواقع نووية رئيسية، وعلى رأسها منشأة فوردو عالية التحصين، كفيلًا بإضعاف القدرات النووية الإيرانية بما يكفي لردع طهران وإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات، وربما القبول بشروط كانت ترفضها سابقًا، وعلى رأسها وقف تخصيب اليورانيوم.
وترى الصحيفة أن هذا السيناريو سيكون الأمثل لترامب، إذ سيُقدَّم بوصفه القائد الذي حقق ما عجز عنه أسلافه، دون الانجرار إلى حرب شاملة. لكن، كما يُحذّر تاريخ الحروب في الشرق الأوسط، فإن الضربات الجوية لا تضمن حلولًا دائمة، وغالبًا ما تخلّف نتائج غير متوقعة.
وتلفت الصحيفة إلى أن ترامب تصرّف دون إعداد الرأي العام الأمريكي بشكل كافٍ لهذا التصعيد، حيث اتسمت تصريحاته السابقة بالارتجال والغموض، ما جعل اتجاه قراراته غير واضح حتى لحلفائه المقربين، فحين قال الأسبوع الماضي: "لا أحد يعلم ما سأفعله"، بدا وكأنه يلوّح بخيارات غامضة بهدف الضغط في المفاوضات، أو يعكس ببساطة الحيرة الحقيقية في مواجهة المشهد المعقّد.
وخلُصت "واشنطن بوست" إلى أن الرأي العام الأمريكي قد يلتف حول ترامب إذا ما نجحت هذه الضربات في كبح جماح الطموحات النووية الإيرانية، كما يُروج. وفي حين سترحب معظم الدول بتقليص خطر امتلاك إيران لسلاح نووي، إلا أن التاريخ علّم القادة أن إشعال الحروب أسهل بكثير من إطفائها.
وبينما يعوّل ترامب على أن تكون هذه الضربة "صدمة كافية" للنظام الإيراني، الذي يُعاني أساسًا من ضربات إسرائيلية ومن تراجع نفوذ وكلائه في المنطقة، يبقى الخطر قائماً بأن تنزلق المنطقة إلى صراع مفتوح، كما اعتادت في كثير من محطاتها التاريخية المضطربة.