وزير الخارجية المصري يحذر من خطورة توسع العمليات العسكرية في غزة واستمرار استخدام التجويع كسلاح
تؤكد استطلاعات الرأي، ودعوات المقاطعة المفاجئة، إضافة إلى حملات ساخرة على الإنترنت، تدهور صورة الولايات المتحدة في بريطانيا وأوروبا، مع عودة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، والتحولات غير المسبوقة في مواقفه تجاه القارة.
ويؤكد تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلغاء مسافرين خطط سفرهم في عطلة الصيف إلى الولايات المتحدة، كما وُضعت نجوم أو شعارات أخرى على المنتجات الأوروبية في متاجر البقالة في الدنمارك والسويد، بينما قلب بعض المتسوقين البضائع الأمريكية رأسًا على عقب، في تصادم بين القومية والاحتجاج.
كما حاول المؤثرون الابتعاد عن منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية، بينما أحرق متظاهرون سيارات تسلا في ألمانيا وإيطاليا، وخربوا روبوتًا من تسلا في لندن، تعبيرًا عن غضبهم من مستشار ترامب إيلون ماسك، وهو تبدل في المواقف يؤكد باحثون لـ "واشنطن بوست" أنهم لم يعرفوه من قبل.
والصدمة التي شعر بها الأوروبيون تعني أن السياحة إلى الولايات المتحدة ستتأثر على الأرجح، فقد ينخفض السفر الدولي إلى الولايات المتحدة بنسبة تقارب 13%، أي بخسارة قدرها 22 مليار دولار، وفقًا لتوقعات شركة تحليلات السفر "توريزم إيكونوميكس".
ويعتقد 41% من البريطانيين أن الولايات المتحدة تستخدم نفوذها كقوة عظمى لـ "الشر" في العالم بدلًا من "الخير"، وهي نسبة أعلى من 16% عند طرح هذا السؤال قبل عام، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته شركة إبسوس هذا الشهر.
وتضاعفت نسبة البريطانيين الذين يرون أنه لم تعد هناك "علاقة خاصة" مع الولايات المتحدة خلال عام واحد، حيث قال 40% من المشاركين إنهم لا يؤمنون بوجود علاقة خاصة، مقارنة بـ 30% يؤمنون بها.
ويقول جدعون سكينر، كبير مديري الشؤون السياسية في إبسوس ومدير أبحاث الاستطلاع إن تغييرًا واضحًا قد طرأ، وإن كان يرى أن التغيير لا يعبر عن أغلبية، إلا أنه أكد في المقابل زيادة في الآراء السلبية تجاه أمريكا بشكل عام.
وتم إجراء استطلاع الرأي على 1008 من البالغين البريطانيين في الفترة من 4 إلى 7 أبريل باستخدام لوحة استطلاع رأي تطوعية عبر الإنترنت تتناسب مع التركيبة السكانية.
ويشير سكينر إلى أن هذا التحول بدأ في بداية ولاية ترامب الثانية، بعد ما اعتبره الكثيرون "حملات لتشويه صورة أوروبا"، خصوصًا من قِبل نائب الرئيس جيه دي فانس ومسؤولين كبار آخرين.
وقد أذهل احتضان ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، الكثيرين في أوروبا، الذين يعتبرون العدوان الروسي تهديدًا كبيرًا.
ويضيف سكينر أن الرسوم الجمركية العالمية الشاملة التي فرضها ترامب، 10% على البضائع البريطانية و20% على معظم أنحاء أوروبا، تبدو الآن وكأنها تُضعف ليس فقط مكانة الرئيس، بل مكانة بلاده أيضًا.
ويتابع "نعلم أن دونالد ترامب ليس الشخصية الأكثر شعبية في المملكة المتحدة، وقد ظنّ الناس أنه يعامل أوكرانيا معاملةً ظالمة للغاية"، مستدركًا أن الرسوم الجمركية أثارت قلقًا اقتصاديًا كبيرًا؛ ما انعكس على تصورات العلاقة الأوسع بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
قبل فرض ترامب رسومه الجمركية الأخيرة، كان 70% من الألمان يخشون أن تُلحق سياساته التجارية الضرر باقتصادهم، وفق استطلاع أجري مؤخرًا. واعتبر 16% من المشاركين أن الولايات المتحدة لا تزال شريكًا جديرًا بالثقة، بانخفاض قدره 38 نقطة مئوية عن أكتوبر/تشرين الأول. ويعتقد ثلاثة أرباع الألمان أن بلادهم لا تستطيع الوثوق بالولايات المتحدة.
هذه النظرة المتشككة تجاه أحد أقدم حلفاء ألمانيا أقل حتى مما كانت عليه خلال فترة ولاية ترامب الأولى، عندما تراوحت نسبة من لا يثقون بالولايات المتحدة بين 19 و29%.
وتقول كلوديا شموكر، رئيسة مركز الجيواقتصاد في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية: "لطالما اعتقدنا أنه يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة كشريك". وأضافت "خاصة من نشأوا بعد الحرب العالمية الثانية، الجيل الأكبر سنًا، يشعرون بخسارة فادحة. لم يتوقعوا قط أن تنقلب الولايات المتحدة على أوروبا".
ويذهب جيمس كيركهام، مستشار العلامات التجارية المقيم في لندن، إلى أن الولايات المتحدة تعاني من أزمة صورة. فقد اهتزت سمعة البريطانيين والأوروبيين الذين نشأوا على اعتبار الولايات المتحدة منارة للحرية وحليفًا موثوقًا به، بسبب تناقض سياسات ترامب "أمريكا أولًا" وقصص ترحيل المهاجرين، سواء عن عمد أو عن طريق الخطأ، إضافة إلى منع الأكاديميين من الدخول أصلًا.
"يجري ترحيل الناس بالكامل، ما هي الخطوط الحمراء التالية؟" تساءل كيركهام، ويقول "هل هي صورة ساخرة عن ترامب نشرتها قبل خمس سنوات؟ لا أعتقد ذلك، ولكن حتى لو خطرت ببالك، فإن هذه الصورة القديمة تبدو الآن غريبة بعض الشيء."