logo
العالم

اتفاق أرمينيا وأذربيجان.. تحديات عميقة قد تؤخر "عصر القوقاز الجديد"

اتفاق أرمينيا وأذربيجان.. تحديات عميقة قد تؤخر "عصر القوقاز الجديد"
ترامب وباشينيان وعلييفالمصدر: منصة إكس
26 أغسطس 2025، 8:51 م

يرى تقرير لمجلة "فورين بوليسي" أن اتفاق أرمينيا وأذربيجان الذي وُقّع برعاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "غير مكتمل" ويواجه تحديات قانونية وسياسية، قد تؤخر بداية عصر جديد في القواقاز.

وفي خطوة تاريخية، وقّع رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في 8 أغسطس 2025 بواشنطن، اتفاقية إطارية تهدف إلى إنهاء الصراع الممتد لعقود بين البلدين في جنوب القوقاز.

أخبار ذات علاقة

ترامب يرعى اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان

ممر زانجيزور يربك القوقاز.. هل يشعل "طريق ترامب" مواجهة مفتوحة في خاصرة آسيا؟

  ورغم أن الاتفاق يعدُّ نقطة تحول، إذ يسعى إلى إنهاء نزاع دموي يعود إلى ما قبل استقلال أرمينيا وأذربيجان عن الاتحاد السوفيتي، ويفتح آفاقاً لتعاون تجاري واستثماري إقليمي، إلا أنه يبقى اتفاقا غير مكتمل، مع تحديات قانونية وسياسية قد تعيق التوصل إلى معاهدة سلام نهائية بحلول نهاية 2026، كما تأمل الإدارة الأمريكية.

ووفق "فورين بوليسي"، تظل قضايا شائكة مثل إنشاء ممر عبر الأراضي الأرمينية لربط أذربيجان بجيب نخجوان، وتعديل الدستور الأرميني لضمان قبول خسارة كاراباخ، عقبات رئيسة، كما أن الحشد القومي في أذربيجان يعزز إستراتيجية علييف لتعزيز شرعيته السياسية، مما يعقد المفاوضات.

إلا أن المجلة، ترى في المقابل أن الاتفاق يمثّل إنجازاً دبلوماسياً كبيراً لواشنطن، التي تسعى إدارة ترامب من خلاله إلى تعزيز نفوذها في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي، مُدحضة الرواية القائلة إنها تتراجع عن التزاماتها الدولية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان

تدعمه أمريكا.. بزشكيان يزور أرمينيا لبحث "ممر القوقاز"

 ويعكس الاتفاق إدراك الطرفين لضرورة السلام الدائم، لا سيما بعد انتصار أذربيجان في حرب ناغورنو كاراباخ الثانية العام 2020، واستعادتها السيطرة على الإقليم العام 2023، مما أدى إلى نزوح الأرمن من المنطقة. 

وأدرك باشينيان أن الهزيمة العسكرية وخسارة كاراباخ خلقت فرصة لإنهاء الصراع، بينما ترددت باكو في البداية، مستفيدة من قوتها العسكرية للضغط من أجل مطالب قصوى.

وتتضمن الخطوط العريضة للاتفاق الاعتراف المتبادل بالسيادة الإقليمية، بما في ذلك سيطرة أذربيجان على ناغورنو كاراباخ، وترسيم الحدود، والتنازل عن المطالبات القانونية، والتطبيع الدبلوماسي.

لطالما عزز الصراع تشرذم القوقاز، مكرساً هيمنة روسيا التي عرقلت أي حل نهائي منذ التسعينيات، لكن الاتفاق الحالي، بدعم أمريكي، يهدف إلى تحرير البلدين من هذا النفوذ. 

واقترحت واشنطن حلولاً مبتكرة، مثل منحها حقوق تطوير حصرية للممر، لتجنب الاعتماد على القوات الروسية، مع ضمان سيادة أرمينيا، ووصول أذربيجان إلى نخجوان.

ووفق "فورين بوليسي"، يحمل السلام فوائد جمة، إذ سيحمي أذربيجان من تجدد نزاع كاراباخ، ويضمن لأرمينيا الحماية من التهديدات الأذربيجانية، كما سيفتح الحدود مع أذربيجان وتركيا، مما يدمج أرمينيا في شبكات التجارة الإقليمية، ويعزز الممر الأوسط بين أوروبا وآسيا، مما يقلل من نفوذ روسيا. 

كما ستستفيد أذربيجان من شراكة إستراتيجية مع الولايات المتحدة، تشمل استثمارات في الطاقة، والبنية التحتية، مثل كابل ألياف ضوئية عبر بحر قزوين.

تحديات أخرى

لكن التحديات قائمة، بحسب "فورين بوليسي"، فقد تتراجع باكو إذا لم تتحقق الفوائد المتوقعة، خاصة إذا واجه رفع القيود على التعاون الأمني مع الولايات المتحدة عقبات في الكونغرس.

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي

إيران: نرصد تحولات القوقاز بـ"عيون مفتوحة"

 أما في أرمينيا، فقد تواجه حكومة باشينيان تقلبات سياسية، بما في ذلك محاولات انقلاب مزعومة، كما أن انخفاض الثقة بين الشعبين يتطلب جهوداً طويلة لبناء دعم شعبي للسلام

كما يثير الدور الأمريكي استياء روسيا وإيران، خاصة بعد هجمات روسية على أصول أذربيجانية في أوكرانيا، واتهامات بتدخل الكرملين في أرمينيا، ومع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، تستغل واشنطن الفرصة لتغيير المعادلة في القوقاز، لكن طموحات موسكو الإقليمية تشكل خطراً مستمراً، وفقا للتقرير.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC