logo
العالم

ماذا تقول استطلاعات الرأي في حال إجراء انتخابات رئاسية بأوكرانيا؟

انتخابات أوكرانية سابقة

فتح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الباب أمام احتمالية إجراء انتخابات رئاسية قبل انتهاء الحرب مع روسيا.

وقد لا تكون نتائج الانتخابات المرتقبة في صالح الرئيس زيلينسكي، رغم أنه لم يعلن الترشح لولاية ثانية بعد.

وحتى الآن، كانت فكرة إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا أمرًا مستحيلًا قبل حلول السلام، لأن قانون الأحكام العرفية المعمول به منذ ما يقرب من أربع سنوات يحظر تنظيم أي اقتراعات في مثل هذه الظروف. 

لكن للمرة الأولى، وتحت ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثار زيلينسكي إمكانية دعوة الناخبين إلى صناديق الاقتراع.

واتهم ترامب في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" كييف باتخاذ الحرب ذريعة لتجنب إجراء الانتخابات.

وردًا على ذلك، قال نظيره الأوكراني، يوم الثلاثاء الماضي، أمام الصحافة: "أطلب علنًا من الولايات المتحدة مساعدتي، وربما مع الزملاء الأوروبيين، لضمان الأمن من أجل إجراء الانتخابات".

وهذا احتمال لا يزال غير مؤكد، لكنه يستحق التوقف عنده.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي

بعد اتهامات ترامب.. زيلينسكي يؤكد استعداده لإجراء انتخابات

نظام انتخابي على الطريقة الفرنسية

وكما هو الحال في فرنسا، يُنتخب الرئيس الأوكراني بالاقتراع العام المباشر، وتُنظم جولة ثانية بين المرشحين الاثنين الأوائل إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات المعبر عنها في الجولة الأولى.

وبعد الحرب الروسية التي اندلعت في فبراير/ شباط عام 2022، أعطت جميع استطلاعات الرأي زيلينسكي فائزًا من الجولة الأولى، لكن إجراء انتخابات ظل أمرًا مستبعدًا للغاية.

واعتبارًا من نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2023، بدأت الاستطلاعات تأخذ في الاعتبار فاليري زالوجني، الجنرال الذي يحظى بشعبية كبيرة (وهو حاليًا سفير في لندن)، والذي صمد أمام الروس في العام 2022.

هل سيكون زيلينسكي مرشحًا؟

في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، أظهر استطلاع أول لمعهد "Rating"، نقلته وسائل الإعلام الأوكرانية "برافدا"، أن الرئيس والجنرال متعادلان في الجولة الثانية، مع أفضلية طفيفة لزيلينسكي (42% مقابل 40%).

ومنذ ذلك الحين، تُظهر معظم استطلاعات الرأي تقدم زيلينسكي في الجولة الأولى، لكنها تتوقع فوزًا ساحقًا لمن يلقبه الأوكرانيون بـ"الجنرال الحديدي" في حال المواجهة النهائية مع الرئيس الحالي.

مواجهة متوقعة قد لا تحدث بالطبع، نظرًا لعدم تحديد موعد للانتخابات حتى اليوم، ولوضع يتطور باستمرار في سياق الحرب.

والأهم من ذلك، لا شيء يضمن أن زيلينسكي سيترشح، فقد وعد هذا الأخير، الذي انتُخب في عام 2019، بأنه لن يسعى للحصول على ولاية أخرى.

وإن كان زيلينسكي قد أظهر مزيدًا من الغموض منذ استئناف الحرب عام 2022، فقد أكد في 25 سبتمبر/أيلول الماضي أنه مستعد لترك منصبه بعد انتهاء الحرب.

وبعيدًا خلفه وخلف فاليري زالوجني، تأخذ الاستطلاعات في الاعتبار شخصيات أخرى، مثل الرئيس السابق بيترو بوروشينكو (بين 4% و8% منذ يناير) أو مدير الاستخبارات العسكرية الحالي كيريلو بودانوف (بين 2% و7%).

هزيمة ساحقة في الجولة الثانية

ومع توضيح هذه النقاط، يشير معهد الاستطلاع الأوكراني "Socis"، على سبيل المثال، إلى هزيمة كبيرة لفولوديمير زيلينسكي في الجولة الثانية منذ مارس/آذار عام 2024. 

وفي ذلك الوقت، منح المعهد زيلينسكي 32% مقابل 67% لفاليري زالوجني.

وحتى لو كان في الصدارة بالجولة الأولى، لم يسد الرئيس الحالي أبدًا تأخره المتوقع في المواجهة النهائية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، حصل زيلينسكي على 27%، وزالوجني على 41%؛ وفي سبتمبر/أيلول، حصل الأول على 25%، والثاني على 45%، وفقًا لمعهد Socis.

ووفق استطلاع أجرته "Dilova Stolytsia" ومجموعة "New Image Marketing" لصالح "censor.net"، كان زيلينسكي متوقعًا له الهزيمة بالفعل في أبريل/نيسان الماضي، وبشكل قاسٍ (40% لفاليري زالوجني مقابل 27% لزيلينسكي).

تقدم هش في الجولة الأولى

وتكتفي معاهد أخرى بإعطاء نتائج الاستطلاعات للجولة الأولى فقط، فالأفضلية لزيلينسكي حتى لو كان تقدمه يتناقص في كل مكان منذ هذا الصيف، ومع أول مظاهرات مناهضة للفساد.

ووفقًا لاستطلاع "Rating"، الذي طلبه مركز التحليل الاجتماعي والأبحاث التابع للمعهد الجمهوري الدولي، ونقله موقع المعلومات "Ukraine Today"، فإن 35% من المستطلعين قالوا إنهم سيصوتون لزيلينسكي في أغسطس/آب في الجولة الأولى، مقابل 25% لزالوجني.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، منح معهد Socis تقدمًا بأقل من نقطتين لزيلينسكي (30.1%) مقابل زالوجني (28.9%).

بل إن استطلاعًا أجراه معهدا "Info Sapiens" و"Public Policy Development Office" الأوكرانيان، سجل انخفاضًا بمقدار 4 نقاط للرئيس الأوكراني بين أكتوبر (24%) ونوفمبر (%20.3).

وتقترب المنحنيات من بعضها دون أن تتقاطع بعد، حيث يحقق السفير في المملكة المتحدة في الوقت نفسه تقدمًا بثلاث نقاط (16.4% في أكتوبر، و19.1% في نوفمبر).

وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، أقال زيلينسكي ذراعه اليمنى أندريه يرماك، الذي يواجه اتهامات بالفساد.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الأمريكي ترامب ونظيره الأوكراني زيلينيسكي.

رغم الحرب والفساد.. ترامب يجدد دعوته لإجراء انتخابات في أوكرانيا

عدم يقين كبير في الرأي العام

أحد الدروس الرئيسية لهذه الاستطلاعات، هو عدم اليقين الكبير في الرأي العام.

ويحدد عدد من الاستطلاعات الأوكرانية المستجيبين الذين يقولون إنهم لا يعرفون من سيختارون إذا أُجريت الانتخابات غدًا، بحوالي 25% من المستطلعين في المتوسط.

وأخيرًا، نظرًا لأن المعاهد المختلفة ليس لديها نفس الأساليب، ولا نفس الحسابات، فإن أرقامها يصعب مقارنتها.

ومن ناحية أخرى، فإن الفوارق التي يكشف عنها كل معهد بين زيلينسكي وزالوجني أكثر إفادة وتوضيحًا للمشهد الانتخابي المحتمل في أوكرانيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC