جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوته لإجراء انتخابات جديدة في أوكرانيا، في خطوة اعتبرها محللون استراتيجية ضغط مباشرة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي مقابلة مع "بوليتيكو"، ركز ترامب على ما وصفه بتراجع الديمقراطية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن البلاد "لم تُجرِ انتخابات منذ وقت طويل"، وأن العملية السياسية الحالية لم تعد تمثل الديمقراطية الفعلية.
ولم يكتفِ ترامب بأوكرانيا بل شن هجومًا غير مسبوق على القادة الأوروبيين، واصفًا إياهم بالـ"ضعفاء" ومتهمًا لهم بالعجز عن مواجهة تدفقات الهجرة أو إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، مشيرًا إلى نيته دعم مرشحين أوروبيين يتماشون مع رؤيته، بما في ذلك رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، في خطوة قد تهدد سيادة أوروبا السياسية وتزيد الانقسامات بين واشنطن وحلفائها التقليديين.
علاوة على ذلك، رفض ترامب الإشادة بالقيادة الأوروبية في حل النزاع الأوكراني، مؤكّدًا أن الحرب مستمرة بسبب "حديث بلا إنتاج"، بينما عرض خطته للسلام على أوكرانيا رغم تحفظات زيلينسكي وقادة أوروبا.
ويعتقد مراقبون أن هذه الدعوة تأتي في وقت حساس للغاية؛ إذ تحاول أوكرانيا، بدعم من قادة أوروبا، تقديم خطة سلام محدثة إلى واشنطن، مع الحفاظ على موقفها الرافض لأي تنازل عن أراضيها، خصوصًا في منطقة دونباس الشرقية.
وكشفت مصادر مطّلعة أن ترامب يستغل الفساد المتفشي في الإدارة الأوكرانية كمبرر لضغط سياسي داخلي، في محاولة لإضعاف زيلينسكي على الساحة الداخلية ورفع تأثير الولايات المتحدة في مفاوضات السلام.
ويرى مراقبون أن الدعوة لانتخابات جديدة تمثل تهديدًا مزدوجًا: داخليًا بإشاعة حالة من عدم الاستقرار السياسي، ودوليًا كأداة ضغط في المفاوضات، مما يزيد من تعقيد الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل شامل للنزاع مع روسيا، ويضع كييف في مواجهة مباشرة مع مطالب خارجية قد تؤثر على استراتيجيتها الدفاعية والسياسية.