logo
العالم

من عهد أوباما.. هل يُنقذ مقترح "منارة" إيران من الضربة القادمة؟

من عهد أوباما.. هل يُنقذ مقترح "منارة" إيران من الضربة القادمة؟
من الضربات الإسرائيلية لإيرانالمصدر: أ ف ب
06 أغسطس 2025، 6:34 ص

أثار اقتراح إيراني بإنشاء منتدى جديد معتمد من الأمم المتحدة، تحت عنوان "منارة"، بشأن تبادل اليورانيوم المخصب وإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي، اتهامات لطهران بالالتفاف مجددًا بخصوص برنامجها النووي.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

"جسر ترامب".. ما سر الممر الذي يغضب إيران في القوقاز؟

 ويعد هذا الاقتراح بمثابة إحياء للاتفاق النووي 2015 الذي أبرمه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وخرج منه الرئيس الحالي دونالد ترامب في ولايته الأولى عام 2016.

ويبدو من المؤكد أن ترامب لن يقبل بالاقتراح الجديد، وكذلك إسرائيل، في حين تسعى طهران عبر هذا الاقتراح إلى معاملة المجتمع الدولي برنامجها بالشكل نفسه المتعلق بالنووي الإسرائيلي.

 وتحاول إيران تقديم أي إطار دولي بغرض إضافة نوع من الدبلوماسية بشكل آخر، في ظل فشل المحادثات كافة، لا سيما مع مجموعة الترويكا الأوروبية أخيرًا، في محاولة لتأجيل الضربة العسكرية الجديدة التي يعتقد أن ترامب وإسرائيل يعدان لها خلال الفترة المقبلة لاستهداف مفاعلات ومراكز نووية إيرانية.

وأخيرًا، طرح وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، والسفير الإيراني السابق في بريطانيا محسن بهاروند، اقتراحًا لإنشاء منتدى جديد معتمد من الأمم المتحدة، تحت عنوان منارة، بشأن البرنامج النووي الإيراني، مخصص لتبادل اليورانيوم المخصب وثمار الطاقة النووية المدنية والدفع نحو إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي.

اتفاق أوباما

أكد المتخصص في الشأن الإيراني، نبيل الحيدري، أن هذا المقترح في الواقع يعد جانبًا من اتفاق لوزان 6 + 1 الذي جرى في ولاية الرئيس الأسبق باراك أوباما، إذ كان ينص جانب منه على أن يذهب اليورانيوم الإيراني المخصب إلى روسيا مع تبادل ذلك في البرنامج النووي.

 وأضاف الحيدري، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا المقترح شمل في عام 2015 أن يكون من حق إيران تخصيب مخفض لليورانيوم في الجانب المدني إضافة إلى تفعيل أطر حظر السلاح النووي، وبالتحديد كان المطلب الإيراني في هذا الصدد أن يتم التعامل مع إسرائيل التي تحتوي على مفاعلات نووية مثل إيران.

ويعتقد الحيدري أن هذا الاقتراح التفاف من إيران بخصوص أزمة اليورانيوم، وأن هذا الشكل لن يقبل به ترامب نهائيًا.

 وأفاد الحيدري بأن طهران في موقف الضعف، وهذه الاقتراحات غير عملية، فقد طلب ترامب الاستسلام وإعطاءها وقتًا محددًا، ودون ذلك ستكون هناك ضربة جديدة على إيران التي تتوقع ذلك بحرب عليها من الولايات المتحدة وإسرائيل، لذلك قامت بتأسيس مجلس جديد للحرب هو ذاته الذي كان في زمن الحرب العراقية الإيرانية.

 وأشار الحيدري إلى أن إيران تتوقع رفض هذه الاقتراحات من ترامب، وأن إسرائيل والولايات المتحدة تنويان توجيه ضربة أكبر من حرب الـ12 يومًا الأخيرة، مؤكدًا أن هذه الاقتراحات كانت ممكنة في زمن أوباما ولا تجدي في عهد ترامب، لا سيما بعد الضربات الأمريكية الإسرائيلية التي أثبتت ضعف إيران.

 وتابع أن طهران الآن ليس لها أجنحة، مثل حزب الله والنظام السوري السابق، في وقت باتت فيه الميليشيات ضعيفة، فضلًا عن ضرب إيران في الداخل؛ حيث تمكنت الطائرات الإسرائيلية من قتل مسؤولين عسكريين وعلماء نوويين وربما تتجهز حاليًا لاستهداف المرشد وقادة النظام، لذلك فإن هذه الاقتراحات لن تقبل بها واشنطن أو تل أبيب.

 تجنب ضربة جديدة

يرى الباحث في العلاقات الدولية، باسم معلوف، أن إيران تحاول من خلال هذا المقترح تقديم أي إطار دولي بغرض إضافة نوع من الدبلوماسية بشكل آخر في ظل فشل المحادثات كافة، لا سيما مع مجموعة الترويكا الأوروبية، أخيرًا، في محاولة لتأجيل الضربة العسكرية التي يجهز لها ترامب وإسرائيل خلال الفترة المقبلة لاستهداف مفاعلات ومراكز نووية داخلها، في وقت لن تعود فيه واشنطن وتل أبيب عن الحرب القادمة على إيران سوى مع امتثال لشروط الولايات المتحدة.

 وأوضح معلوف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن طهران مع كل مرحلة تعمل على إيجاد أي شكل لحوار دبلوماسي أو محادثات مع الغرب للعمل مع جهة أخرى على إعادة تأهيل برنامجها النووي الذي يحتاج عدة أشهر لإعادة تدوير بعض الإمكانيات التي تجعلها تعود إلى ما قبل يونيو حزيران الماضي وحرب الـ12 يومًا.

أخبار ذات علاقة

منشأة فوردو النووية الإيرانية

إيران تؤكد منع وصول مفتشي "الطاقة الذرية" إلى منشآتها النووية

  وبيّن معلوف أنه في الوقت نفسه، يأتي هذا المقترح لفتح أي حوار مع الغرب حتى لو مع منصات دولية وبالتحديد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أمل كسب الوقت لتحسين القدرات العسكرية الإيرانية والعمل على تقوية جبهتها الداخلية، وهذا التوجه وضح جليًا من خلال المجلس الدفاعي الجديد الذي يحمل مسؤوليات عدة في هذا الصدد.

 واستكمل أن هذا الملف ليس له مسار حتى لبوادر تسوية؛ لأنه غير مقبول من الولايات المتحدة، فهو يحمل نقاطًا مطروحة بعيدة كل البعد عن شروط الرئيس الأمريكي، وطهران تدرك أن واشنطن لن تنظر لمثل هذا المقترح أو ما فيه وستعتبره شكلًا جديدًا من المماطلة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC