في خطوة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي الفرنسي، رفض لوران فوكوييه، رئيس مجموعة "الجمهوريين" في الجمعية الوطنية، عرضًا من فرانسوا بايرو للانضمام إلى الحكومة المستقبلية.
واشترط فوكوييه ضمانات واضحة في مجالات حساسة مثل "الضرائب والعمل" قبل أي مشاركة محتملة. هل سيكون هذا الرفض بداية لمفاوضات جديدة؟ وكيف سيؤثر ذلك على مستقبل حزب "الجمهوريين" في السلطة؟
وقال الخبير السياسي في العلاقات الحكومية والسياسات البرلمانية، جان-لويس ديشومبر، إن "رفض لوران فوكوييه الانضمام إلى الحكومة يعكس بوضوح إستراتيجيته الشخصية وحساسيته تجاه ما يراه غموضًا في خريطة الطريق الحكومية".
وأضاف ديشومبر لـ"إرم نيوز"، أنه في سياق سياسي معقد مثل هذا، لا يمكن أن تكون هذه الخطوة مفاجئة، موضحاً أن زعيم اليمين الوسط يسعى للحفاظ على مصداقيته داخل حزبه "الجمهوريين"، ولديه قلق مشروع بشأن أي تغييرات قد تؤثر على الخطوط الأساسية لحزبه، خاصة فيما يتعلق بالضرائب والسياسة الاقتصادية.
وتابع:" من وجهة نظر إستراتيجية، يبدو أنه يبحث عن مزيد من الضمانات من الحكومة قبل الالتزام بالمشاركة".
بدورها، قالت الدكتورة ماري-كريستين لوفيه، خبيرة في السياسة الفرنسية والمشاركة الحزبية، إن "موقف فوكوييه يعكس تصاعد المخاوف في أوساط المعارضة بشأن التأثير المحتمل لأي تحالف حكومي على الهوية السياسية لحزب "الجمهوريين".
وأوضحت لـ"إرم نيوز"، أنه" من خلال رفض الدخول إلى الحكومة مع غياب خريطة طريق واضحة بشأن السياسات الاقتصادية والضريبية، فهو يشير إلى وجود تباين حقيقي بين أهداف حزبه ومطالب الحكومة الحالية.
واعتبرت أن طلب ضمانات حول العمل والموازنة يظهر أن فوكوييه لا يريد فقط المشاركة بل التأثير الفعلي في سياسة الحكومة المقبلة، لافتة إلى أنه يعي أن المشاركة في الحكومة دون التأثير على السياسات الأساسية قد تكون مخاطرة تهدد مستقبل حزبه".
وقال رئيس نواب حزب "الجمهوريين"، لوران فوكوييه، مساء السبت، لأعضاء حزبه أنه رفض دخول الحكومة، ولا يزال ينتظر ضمانات من فرانسوا بايرو بشأن مشاركة حزبه في الحكومة، حسبما أفادت "فرانس إنفو" نقلا عن مقربين من فوكوييه.
وخلال لقائه مع نواب حزبه مساء السبت، تحدث لوران فوكوييه عن حالته الشخصية، وأوضح أنه "رفض" عرضًا من فرانسوا بايرو لدخول الحكومة، مشيرًا إلى أن "التكوين الوحيد الممكن بالنسبة لي كان في وزارة الاقتصاد (بيرسي) مع خريطة طريق واضحة، لا سيما بعدم زيادة الضرائب".
وأضاف لوران فوكوييه: "لم تكن هناك هذه الخريطة، وقد عرض عليّ شيئًا آخر، فرفضت".
ومع ذلك، لم يغلق رئيس نواب "الجمهوريين" الباب أمام مشاركة حزبه في الحكومة المستقبلية، قائلاً: "فيما يتعلق بالزراعة والقضايا السيادية، فإن خريطة الطريق عمومًا مشتركة. ولكن، بالنسبة للعمل، والموازنة، والضرائب، الأمور ليست واضحة بما فيه الكفاية". وأضاف أنه طلب "رسالة خطية مع تفاصيل" يأمل في الحصول عليها صباح الأحد.
وأضاف: "منذ ثلاثة أسابيع، الموقف نفسه بالنسبة لي: زيادة الضغط من أجل إزالة الضبابية والغموض. الهدف هو التقدم من أجل تمكين المشاركة".
واختتم قائلاً إنه أبلغ فرانسوا بايرو يوم السبت، أن "النسبية (نظام التمثيل النسبي) ليست أولوية الفرنسيين".