يثير اختطاف 5 هنود في منطقة غرب النيجر، خلال هجوم أسفر عن مقتل نحو 12 جنديا، تساؤلات حول أسباب استهداف الجماعات المسلحة للأجانب بشكل خاص في هذا البلد الواقع ضمن منطقة الساحل الأفريقي.
وقبل أسبوعين، تعرضت مواطنة سويسرية للاختطاف في منطقة أغاديز شمالي النيجر، في ثالث حادثة من نوعها منذ مطلع العام الجاري؛ إذ سبقتها عملية اختطاف لمواطنة نمساوية تُدعى إيفا جريتسماخر، في الحادي عشر من يناير/كانون الثاني الماضي.
استهداف للغربيين
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الوضع الأمني في النيجر تراجعا ملحوظا، خاصة بعد انسحاب القوات الغربية، وعلى رأسها الفرنسية، إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، الحليف التقليدي للقوى الغربية، والذي لا يزال رهن الاحتجاز.
ومنذ ذلك الحين، أصدرت الدول الغربية تحذيرات لمواطنيها تدعوهم لتجنب السفر إلى النيجر، وخصوصا إلى المناطق الأثرية التي أصبحت تعاني من انعدام شبه تام للأمن.
وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على هذه التطورات بالقول: "من الواضح أن ما يحدث من عمليات اختطاف يستهدف بالأساس الرعايا الغربيين، خاصة في ظل دعوات لتنظيمات مثل داعش لاحتجازهم، بهدف الضغط على العواصم الغربية".
وأضاف ديالو في تصريح لـ"إرم نيوز": "تستفيد هذه الجماعات من حالة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار؛ ما أتاح لها القدرة الفعلية على تنفيذ عمليات الاختطاف، ويُعد ضعف الجيش النيجري وقوات الأمن المحلية عاملا رئيسا في ذلك؛ إذ لا تزال هذه القوات تعاني من هشاشة ولم تنجح بعد في تطوير قدراتها".
وأكد أن "السلطات الانتقالية تواجه حاليا موقفا محرجا، لا سيما بعد تعهدها في وقت سابق باستعادة الأمن والاستقرار، لكنها حتى الآن غير قادرة على حماية المواطنين المحليين ولا الرعايا الأجانب أو السياح الذين تجذبهم المواقع الأثرية في البلاد".
فدية وابتزاز
في هذا السياق، يسعى جيش النيجر إلى تعزيز قدراته العسكرية من خلال استقدام معدات متطورة، مثل الطائرات المسيّرة، بهدف تكثيف مراقبة تحركات الجماعات المسلحة، وتوجيه ضربات أكثر فعالية لها.
وقال المحلل السياسي النيجري، محمد الحاج عثمان إن "الجماعات المسلحة تستخدم عمليات الاختطاف التي تستهدف الرعايا الغربيين، وكذلك الأجانب عموما، كوسيلة للحصول على الفدية وممارسة الابتزاز، ما يمكّنها من تمويل أنشطتها، واستقطاب المزيد من الشباب، وشراء أسلحة جديدة".
وأضاف الحاج عثمان في تصريح لـ"إرم نيوز" قائلا: "في المقابل، يحاول الجيش تعزيز وجوده لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وهو قادر فعليا على تحقيق هذه المهمة، لكنه بحاجة إلى دعم إضافي، خصوصا في مجال مراقبة تحركات الجماعات الإرهابية".
وشدد على أن "الجيش، من خلال تحالفاته الجديدة، سيصبح في موقع أفضل للوفاء بالتعهد الذي أطلقه الجنرال عبد الرحمن تياني، والمتمثل في استعادة الأمن والاستقرار".