سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مدينة غزة

logo
العالم

وسط توترات تجارية وسياسية.. قمّة أوروبية صينية "ساخنة" في بكين

وسط توترات تجارية وسياسية.. قمّة أوروبية صينية "ساخنة" في بكين
علما الصين والاتحاد الأوروبيالمصدر: منصة إكس
24 يوليو 2025، 6:30 م

تتجه الأنظار إلى العاصمة الصينية بكين، حيث تُعقد قمة أوروبية صينية الخميس في أجواء مشحونة بالتوترات التجارية والسياسية، وسط توقعات متواضعة بإحراز تقدم ملموس، خاصة في قضايا المناخ والتجارة وأوكرانيا.

وبينما يسعى الاتحاد الأوروبي لإبراز وحدة صفه في مواجهة الضغوط الصينية المتزايدة، تتراجع الآمال بتحقيق اختراق كبير خلال القمّة، التي تم تقليص مدتها إلى يوم واحد فقط بسبب "تضارب في المواعيد"، وفقًا لمصادر مطلعة على ترتيبات القمّة.

قضايا شائكة

يركز قادة الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسهم رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، على إثارة عدد من القضايا الحساسة، أبرزها: اختلال التوازن التجاري، تصدير المعادن النادرة، والحرب في أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

العلمان الصيني والأمريكي

المعادن النادرة تهدد بتفجير "حرب غير تقليدية" بين بكين وواشنطن

 ومن المتوقع أن تُعرض خلال القمة دعوات أوروبية لإعادة التوازن للعلاقات التجارية، وسط اتهامات أوروبية للصين بإغراق الأسواق العالمية بمنتجات فائضة، وخاصة السيارات الكهربائية.

ورغم احتمال إصدار بيان مشترك بشأن تغير المناخ، فإن مسؤولين أوروبيين قللوا من إمكانية تحقيق إنجازات فعلية في ملفات أخرى، مشيرين إلى أن "الحوار ضروري، حتى في ظل وجود خلافات كبيرة".

اتهامات متبادلة

وفيما تواصل بروكسل انتقاداتها للدور الصيني في دعم الاقتصاد الروسي، ترفض بكين تلك الاتهامات وتصفها بأنها "لا أساس لها"، حيثُ قالت وزارة الخارجية الصينية إن بعض الأطراف الأوروبية "تفتعل توترات اقتصادية وتوجه اتهامات لا مبرر لها" بشأن أوكرانيا.

وترى الصين أن القيود الأوروبية المفروضة على شركاتها، بما في ذلك عقوبات على بنكين و5 شركات صينية على خلفية الحرب في أوكرانيا، "ألحقت ضررًا جسيمًا بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين"، وهددت بردود مقابلة.

نزاعات تجارية

وتتزامن القمّة مع توتر متزايد في العلاقات التجارية بين الطرفين، فقد فرضت بكين رسومًا انتقامية على "الكونياك" الفرنسي، ردًا على قيود أوروبية على الأجهزة الطبية.

كما تعثرت مفاوضات التسعير بشأن السيارات الكهربائية الصينية، رغم إعلان الصين أن المفاوضات في "مراحلها النهائية"، وهو ما نفاه مسؤولون أوروبيون.

ومن جانب آخر، يخوض الاتحاد الأوروبي مفاوضات مع الولايات المتحدة بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الصادرات الأوروبية، وهو ما قد يدفع الصين لمحاولة استغلال الانقسامات عبر الأطلسي.

المعادن النادرة

ومن الملفات المعقدة أيضًا قضية المعادن النادرة، التي تفرض الصين قيودًا على تصديرها، ما أثر على سلاسل توريد الصناعات الأوروبية، خاصة في مجالي الدفاع والسيارات.

ويعتقد محللون أن الصين قد تربط أي تنازلات في هذا الملف بإحياء اتفاقية استثمار متوقفة منذ فترة، بعد أن رفعت بكين العقوبات عن أعضاء في البرلمان الأوروبي.

تشاؤم وإحباط

وبحسب ماثيو دوشاتيل، مدير معهد مونتين للأبحاث في العاصمة الفرنسية باريس، فإن المزاج الأوروبي بشأن القمّة "متشائم للغاية"، في ظل تباين الرؤى الأوروبية والأمريكية تجاه الصين، ومحاولات بكين استغلال ذلك لصالحها.

أخبار ذات علاقة

وزير التجارة الصيني وكبير المفاوضين الأوروبيين ماروش شيفتشوفيتش

الصين تحتج رسميا للاتحاد الأوروبي بعد شمولها بالعقوبات على روسيا

 كما تشير مصادر دبلوماسية إلى تزايد الإحباط لدى المسؤولين الصينيين من الإصرار الأوروبي على مناقشة ملف أوكرانيا، وهو ما تعتبره بكين "عقبة في طريق العلاقات الثنائية".

وبينما تأمل الصين في تخفيف القيود التجارية الأوروبية وتعزيز علاقاتها الاقتصادية، يسعى الاتحاد الأوروبي لانتزاع مواقف أكثر توازنًا من بكين في ملفات حيوية، إلا أن انعدام الثقة والتوترات المتراكمة تجعل من هذه القمة اختبارًا صعبًا للعلاقات بين الجانبين، وسط عالم يعج بالتحولات الجيوسياسية والاقتصادية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC