أعلنت القوات الجوية الأمريكية عن تفعيل سرب الاستطلاع 431 التابع لها في قاعدة كونسان الجوية بكوريا الجنوبية مؤخرا، في خطوة استراتيجية لتعزيز المراقبة والدفاع والرد السريع؛ ما يضع مسيّرات MQ-9A Reaper بشكل دائم في مواجهة بيونغ يانغ بالساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية.
تُعد مسيّرة MQ-9A، المتطورة من برنامج Predator، منصة استطلاع ومراقبة طويلة التحليق ومتوسطة الارتفاع، مع القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة عند الحاجة، كما يمكنها حمل صواريخ "هيل فاير" وقنابل موجهة بوزن 500 رطل مثل GBU-12 وGBU-38، بينما تبقى قدراتها الأساسية مرتبطة بمجموعة أجهزة الاستشعار الطويلة المدى ومدة بقائها في السماء.
تتميز MQ-9A بتحمل طيران يتجاوز 27 ساعة، ويمكن توسيعه إلى نحو 34 ساعة باستخدام مجموعة نطاق التحليق الممتد، مع سرعة انسيابية تصل إلى 240 عقدة وقدرة على الارتفاع لما يصل إلى 50 ألف قدم، كما تصل قدرة التحميل إلى حوالي 3,850 رطل؛ ما يسمح بدمج مستشعرات متعددة مع ذخائر أو الطيران بمفردها للمهام الاستخبارية فقط.
تعمل الطائرة بمحرك Honeywell TPE331-10 توربيني مزود بنظام تحكم إلكتروني رقمي، مع نظام تحكم طيران مقاوم للأعطال وأجهزة إلكترونيات ثلاثية الاحتياطية؛ ما يقلل من توقفات الطيران ويزيد من معدل الاستعداد اليومي، كما تحتوي على برج تصوير كهربائي مستقر للرؤية الليلية والحرارية، ورادار Lynx متعدد الأوضاع لمراقبة الأراضي والبحار، مع إمكانيات تتبع الأهداف المتحركة، وتوفير بيانات دقيقة للطائرات المأهولة إذا لزم الأمر.
في شبه الجزيرة الكورية، تقتصر الضربات على صواريخ "هيل فاير" الموجهة بدقة، إضافة إلى القنابل الموجهة بالليزر ونظام تحديد المواقع العالمي، وتتيح هذه المنصة الحفاظ على الاتصال بالهدف عبر التغيرات الجوية، وتحديده بدقة قبل الهجوم أو تمرير الإحداثيات للطائرات المأهولة؛ ما يعكس نهجا حذرا يحمي الأجواء المزدحمة وحدود البحر.
ويرى الخبراء أن قاعدة كونسان تمنح الطائرة نطاق عمل تقريبيا يصل إلى 1,100 كلم، يمكنها من استهداف مدارج الطائرات والمنشآت الصاروخية في كوريا الشمالية، ويمتد إلى مداخل بحر بوهاي وسواحل الصين بما فيها تشينغداو وشانغهاي عند الحاجة لمهام المراقبة البحرية.
ويعتقد محللون أن وجود وحدة دائمة في القاعدة يقلص الفجوة الزمنية بين اكتشاف الهدف واتخاذ القرار؛ إذ بمقدور "ريبر" مراقبة الطرق المحتملة أثناء اختبار الصواريخ، وتتبع حركة السفن على الساحل، والتقاط أي تغييرات صغيرة تسبق الحوادث، كما يخفف تواجدها المستمر الضغط على الطائرات المأهولة؛ ما يسمح لها بالتركيز على المهام التي تتطلب سرعة أو قدرة تحمل أو حمولة أكبر.
ومن المرجح أن هذه الخطوة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة نشاطا مستمرا من قبل كوريا الشمالية، إضافة إلى زيادة حقيقية في نشاط البحرية وخفر السواحل الصينية في البحر الأصفر، وبعد التجارب السابقة، أصبح وجود MQ-9A في كونسان عنصرا دائما ضمن تكتيكات النشر الأمريكي؛ ما يعكس أهمية الطائرة كمنصة رئيسة للاستطلاع والدعم العملياتي، وليست مجرد حل تكتيكي محدود، مع تعزيز مستمر لقدراتها عبر تحديثات مدى التحليق ونظم الأسلحة.