logo
العالم

بخطوات "متناقضة".. فرنسا تكافح لاستعادة نفوذها في أفريقيا

بخطوات "متناقضة".. فرنسا تكافح لاستعادة نفوذها في أفريقيا
العلم الفرنسي في قاعدة فرنسية سابقة بأفريقياالمصدر: رويترز
24 يوليو 2024، 4:12 م

قال محللون سياسيون، إن فرنسا "تكافح" من أجل لاستعادة بناء علاقاتها مع مستعمراتها الأفريقية السابقة، وذلك بوضع إستراتيجية جديدة لتصحيح أخطائها.

وقال الباحث السياسي الفرنسي جون فرانسوا بايارت، إنه "على الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حدد نقاط الضعف والمفارقات التاريخية في خطة (فرنسا أفريقيا) وهي الإستراتيجية الفرنسية في مستعمراتها السابقة في أفريقيا، إلا أنه لا يبدو أنه نجح بفرض تنفيذ الإصلاحات".

وأضاف بايارت لـ"إرم نيوز"، أنه "في الخريف المقبل، سيكون على المبعوث الشخصي لإيمانويل ماكرون إلى أفريقيا جان ماري بوكيل، أن يعلن، أخيرًا، تقريره عن مستقبل القوات الفرنسية المنتشرة في أفريقيا".

ووفقًا للباحث السياسي الفرنسي، فإنه "من المفترض أن يتم تخفيض واضح في أعداد الجنود الفرنسيين في البلدان التي يعملون فيها، باستثناء جيبوتي".

وأوضح أن "التراجع العسكري في أفريقيا يجب أن يضع اللمسات الأخيرة على إعادة هيكلة العلاقة بين فرنسا ومستعمراتها الأفريقية السابقة التي يريدها ماكرون".

أخبار ذات علاقة

مارين لوبان، زعيمة اليمين الفرنسي

فرنسا.. لماذا فشل "اليمين المتطرف" في تبوء مناصب البرلمان الرئيسة؟

 

"الإستراتيجية ماتت"

من جانبه، قال الباحث في مركز الدراسات الأفريقية في جامعة ليدن رحمان إدريسا، إن "هناك رغبة معلنة بتغيير الإستراتيجية الفرنسية في أفريقيا، ولكن في كثير من الأحيان تكون الإجراءات الفرنسية والإصلاحات غير مناسبة وغير ملموسة".

وأضاف إدريسا، أن "فرنسا تكافح من أجل إعادة صياغة علاقاتها مع أفريقيا، في وقت تتودد فيه العديد من القوى الأخرى إلى القارة".

وفي خطابه الذي ألقاه في واغادوغو العام 2018، حدد ماكرون، بشكل مثالي نقاط ضعف فرنسا في أفريقيا، وأطلق سبل الإصلاحات المستقبلية لإعادة تعريف الحليفين القديمين (فرنسا-أفريقيا).

لكن في سبتمبر/أيلول الماضي، اعترف ماكرون بأن "إستراتيجية (فرنسا أفريقيا) قد ماتت".

بدوره، قال الباحث السياسي الفرنسي في مركز دراسات الشؤون الدولية بول ميلي، إن الأفارقة "يطالبون فرنسا بسياسة أخرى، وعلى الفرنسيين أن يتحركوا بشكل عاجل لتجنب خطر فقدان الثقة في فرنسا".

وأضاف ميلي لـ"إم نيوز"، إن "هناك انعدامًا بالثقة بين الشباب الأفريقي، وجزء من النخب الفكرية والإعلامية في غرب أفريقيا تجاه القوة الاستعمارية السابقة التي كثيرًا ما كانت ترى أنها تنتقد غطرسته".

ولفت إلى أن "قادة المؤسسات العسكرية في دول الساحل الأفريقي طردوا الجيش الفرنسي، ما يمثل نهاية حقبة الاستعمار الفرنسي، بعد عقد من التدخل المناهض للإرهاب في منطقة حيث لا يزال الوضع الأمني ​​يتدهور".

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي

وسط تسابق دولي محموم.. الهند تبحث عن موطئ قدم في أفريقيا

 

"أخطاء فادحة"

من جهته، قال مؤسس مركز الأبحاث في غرب أفريقيا واتي جيل يابي، إن "فرنسا تعرضت لانتقادات بسبب تناقضاتها، إذ أدانت الانقلاب في النيجر، لكنها احتضنت الانقلاب الأول في مالي العام 2020، وفي العام التالي دعمت بمحمد إدريس ديبي إتنو، الذي وصل إلى السلطة في تشاد دون عملية دستورية".

وأوضح يابي لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الأخطاء الفادحة أدت إلى تفاقم التوترات، وحافظت على الاعتقاد بأن القادة الفرنسيين، حتى الشباب منهم، يظهرون دائمًا بعض التنازل تجاه أفريقيا".

وأشار إلى أنه "في غرب أفريقيا، هناك أيضًا فكرة مفادها أن باريس تسعى، قبل كل شيء، إلى الحفاظ على حصصها في السوق في مواجهة وصول منافسين يتمتعون بعلاقات أكثر حيادية وغير مقيدة، مثل: الهند، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، وروسيا، ولكن قبل كل شيء الصين، التي وقد حلت محل فرنسا باعتبارها الشريك التجاري الرئيس في مستعمراتها السابقة على مدى السنوات العشرين الماضية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC