بملامح صارمة وشعر شائب يشبه مواقفه الحادة، يعد زعيم اليمين المتطرّف في هولندا خيرت فيلدرز، الاسم الأكثر إثارة للجدل في البلاد، حتى قبل أن يعلن الثلاثاء انسحاب حزبه من الحكومة بسبب خلاف حول الهجرة، مما أدى إلى انهيار الائتلاف الهش وترجيح إجراء انتخابات مبكرة.
وأعرب فيلدرز عن استيائه من بطء تطبيق "أشد سياسات الهجرة صرامة على الإطلاق" والتي اتفق عليها مع شركائه في الائتلاف بعد تحسين نتائجه في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وكتب فيلدرز في منشور على موقع "إكس" "في غياب التوقيع على خططنا المتعلقة باللجوء... حزب الحرية ينسحب من الائتلاف".
وحقق حزب الحرية بقيادة فيلدرز تقدما كبيرا واستحوذ على المركز الأول بفارق كبير عن منافسيه في الانتخابات العامة الهولندية التي جرت في أواخر 2023.
ولد فيلدرز في 6 سبتمبر/ أيلول 1963، وبدأ مسيرته السياسية في حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، حيث عمل مساعدًا سياسياً وزاول مهامّ تنظيمية داخل البرلمان.
وفي 1997 انتُخب عضوًا في بلدية أوتريخت، ثم دخل مجلس النواب في العام التالي، قبل أن ينشق عام 2004 بسبب معارضته انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ويؤسس حزبه الشعبوي "من أجل الحرية".
اشتهر فيلدرز بخطابه المعادي للمهاجرين، خاصة المسلمين، ويرى أن الإسلام لا يتوافق مع القيم الغربية، ووصف القرآن بأنه "كتاب فاشي" ينبغي حظره.
في 2008، أنتج فيلما مثيرا للجدل بعنوان "فتنة"، حاول فيه الربط بين نصوص قرآنية وأعمال عنف، ما أثار موجة استنكار عالمية.
ورغم أنه ملحد، يقدّم نفسه كمدافع عن "الهوية اليهودية المسيحية لأوروبا".
وعاش فيلدرز لفترة في إسرائيل، ولا يخفي إعجابه بها، مطالبا بنقل السفارة الهولندية إلى القدس وقال إن "سقوط القدس بيد المسلمين يعني سقوط الغرب".
واجه فيلدرز عدة محاكمات بتهم التحريض على الكراهية، خاصة بعد تصريحاته ضد المسلمين والمغاربة. ورغم تبرئته في 2011، فإنه استثمر هذه القضايا لتعزيز صورته كـ"ضحية للقمع السياسي"، ما أكسبه دعما متزايدا من شريحة من الهولنديين الناقمين على التعددية والهجرة.
لاحقًا، وسّع تحالفاته مع تيارات اليمين المتطرف في أوروبا، وتعاون مع زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان لتشكيل تكتل قومي داخل البرلمان الأوروبي.
ويعد فيلدرز تجسيدا للظاهرة الشعبوية في أوروبا، سياسيا بنى نفوذه على التخويف من "الآخر"، واستثمر التوترات الثقافية لصالحه، مستندًا إلى سردية "الدفاع عن القيم الغربية" في مواجهة ما يعتبره تهديدا وجوديا اسمه الإسلام.