صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس، بالتزامن مع مغادرته قمة السبع مُبكرًا، قرارًا حاسمًا في الحرب الدائرة منذ أربعة أيام بين إسرائيل وإيران.
وذكرت أن ترامب يمنح إيران أحد خيارين فقط، دبلوماسية الفرصة الأخيرة، أو قنبلة خارقة للتحصينات.
وتساءلت الصحيفة: هل سيتدخل ترامب في الصراع لمساعدة إسرائيل على تدمير منشأة فوردو النووية المدفونة تحت الأرض، والتي لا تصل إليها إلا أكبر "قنبلة خارقة للتحصينات" أمريكية، وتُسقطها قاذفات بي-2 الأمريكية؟
وأضافت أنه في حال قرر ترامب المضي قدمًا، ستصبح الولايات المتحدة مشاركًا مباشرًا في صراع جديد في الشرق الأوسط، وستواجه إيران حربًا من النوع الذي أقسم الرئيس الأمريكي، في حملتين انتخابيتين، أنه سيتجنبها.
وفي حين لم يتضح بعد ما ينوي ترامب فعله، فإنه قال قبيل مغادرته قمة السبع: "بمجرد مغادرتي، سنفعل شيئًا ما؛ لكن عليّ المغادرة".
وفي السياق، حذّر المسؤولون الإيرانيون بالفعل من أن مشاركة الولايات المتحدة في هجوم على منشآتها ستُهدد أي فرصة متبقية لاتفاق نزع السلاح النووي الذي يُصر ترامب على أنه لا يزال مهتمًا بالسعي إليه.
وأشارت الصحيفة، وفقًا لمسؤول أمريكي، إلى أن الرئيس ترامب، الذي نشر الاثنين على وسائل التواصل الاجتماعي أن "على الجميع إخلاء طهران فورًا"، وهو ما لا يُشير إلى أي تقدم دبلوماسي، شجع في وقت ما مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وربما نائب الرئيس جيه دي فانس، على عرض لقاء الإيرانيين.
ويقول المسؤولون، إنه إذا التقى فانس وويتكوف بالإيرانيين، فمن المرجح أن يكون المحاور الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي لعب دورًا رئيسًا في الاتفاق النووي لعام 2015 مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وهو على دراية بكل عنصر من عناصر المجمع النووي الإيراني المترامي الأطراف.
ولفتت الصحيفة إلى أن عراقجي، الذي كان نظير ويتكوف في المفاوضات الأخيرة، أبدى انفتاحه على التوصل إلى اتفاق يوم الاثنين، قائلًا في بيان: "إذا كان الرئيس ترامب صادقًا بشأن الدبلوماسية ومهتمًا بوقف هذه الحرب، فإن الخطوات التالية ستكون ذات أهمية".
وأردفت، أنه إذا باءت هذه الجهود الدبلوماسية بالفشل، أو ظل الإيرانيون غير راغبين في الاستجابة لمطلب ترامب الرئيس بإنهاء جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، فسيظل أمام الرئيس خيار الأمر بتدمير فوردو وغيرها من المنشآت النووية.
ويؤكد الخبراء أن هناك سلاحًا واحدًا فقط لهذه المهمة؛ يُطلق عليه اسم "القنبلة الخارقة للذخائر الضخمة"، أو "جي بي يو-57"، ويزن 13,5 ألف كيلوغرام لدرجة أنه لا يمكن رفعه إلا بواسطة قاذفة بي-2.
وبما أن إسرائيل لا تملك السلاح ولا القاذفة اللازمة لرفع هذه القنبلة وتحقيق المطلوب، فإن تراجع ترامب يعني أن هدف إسرائيل الرئيس في الحرب لن يتحقق أبدًا.
وذكرت الصحيفة، أن الرئيس ترامب يستطيع، في الوقت الحالي، أن يُبقي على موقفه في كلا المعسكرين؛ فمن خلال محاولة أخرى للدبلوماسية القسرية، يُمكنه أن يُقنع أنصار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" أنه يستخدم تهديد القنبلة الخارقة للذخائر الضخمة لإنهاء الصراع سلميًّا.
كما يمكن لترامب أن يخبر الإيرانيين أنهم سيتوقفون عن تخصيب اليورانيوم بطريقة أو بأخرى، إما باتفاق دبلوماسي وإما لأن قنبلة "جي بي يو-57" ستُفجر فوردو.
لكن، إذا فشل مزيج الإقناع والإكراه، فسيتعين على ترامب أن يقرر ما إذا كانت هذه حرب إسرائيل أم أمريكا؟، وفقًا لـ"نيويورك تايمز".