يقف الاتحاد الأوروبي أمام مواجهة تجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورسومها الجمركية، لكن هذه المواجهة ليست الأولى، وفق تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
وبينما "تبدو أوروبا اليوم عاجزة في مواجهة رسوم ترامب الجمركية، فقد أثبتت، في أكثر من مناسبة، جدارتها في الدفاع عن مصالحها التجارية ضد واشنطن"، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إنه "يوم الاثنين، 4 أغسطس/آب، وقبل 3 أيام من دخول الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 15% على واردات السلع الأوروبية حيز التنفيذ، حسمت بروكسل خلافها مع واشنطن، حين أكدت المفوضية الاوروبية أنها ستتخذ الخطوات اللازمة لتعليق إجراءات الاتحاد الأوروبي المضادة ضد الولايات المتحدة لمدة 6 أشهر".
وتابعت: "بين سخط بعض الدول الأعضاء الدبلوماسي وحاجة دول أخرى الملحة لحماية صادراتها -حتى لو تطلب ذلك قبول شروط أقل تفضيلاً- يبدو الاتحاد الأوروبي عاجزاً في مواجهة حرب إدارة ترامب الجمركية".
وتساءلت الصحيفة: "لكن هل كان هذا هو الحال دائمًا؟"، مجيبة أنه "منذ نشأة الجماعة الاقتصادية الأوروبية عام 1957، خاضت القارة العجوز أكثر من معركة تجارية ضد حليفها عبر الأطلسي، من الدجاج إلى صناعة الطيران، ومن لحوم الأبقار المعالجة بالهرمونات إلى صناعة الصلب، كانت هناك مناوشات عديدة، ولم تتردد بروكسل قط في التلويح بالرسوم الجمركية أو الحصص أو المعايير الصحية للدفاع عن مصالحها في مواجهة واشنطن".
وعرض تقرير الصحيفة جملة من المواقف التي قالت إن أوروبا أثبتت فيها أنها "مفاوض بارع".
وبحسب الصحيفة "أثبت الاتحاد الأوروبي جدارته كمفاوضٍ بارع، قادرٍ على الدفاع عن مصالح دوله الأعضاء، لكن الوضع عام 2025 يبدو مختلفا.
وتُحلّل إلفير فابري قائلةً: "في عام 2025، كان الاتحاد الأوروبي، أكبر سوق في العالم، قد أعدّ حزمةً من التدابير تستهدف سلعًا أمريكيةً بقيمة 93 مليار دولار، التي كان من الممكن أن تكون فعّالة، لكن اليوم، أصبح موقفه مُقيّدًا"، وأحد الأسباب: الخوف من انسحابٍ أمريكيٍّ استراتيجي، في ظلّ احتدام الحرب في أوكرانيا.
ويُضاف إلى ذلك الانقسامات داخل التكتل: ففرنسا تُدافع عن خطّ هجوميٍّ ضدّ واشنطن، بينما ألمانيا، صاحبة الصادرات الضخمة عبر المحيط الأطلسي، مُتوجسة من التصعيد".
ويرى فرانسوا غودمان أن المقارنة بالماضي لم تعد منطقية: "حتى الآن، كانت هذه نزاعات قطاعية، اتسمت أحيانًا بفترات مقاومة طويلة، أما اليوم، فالتحدي هائل، وعدم القدرة على التنبؤ به كبير، والأولوية هي الحد من الأضرار التي يتكبدها المصدرون" وفق تعبيره.