علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، على ما ذكره حساب الخارجية الإسرائيلية باللغة الفارسية بأن الموساد يخطط لاغتيال وزير خارجية إيران عباس عراقجي.
وفي معرض رده على سؤال بهذا الخصوص، وجه بقائي في مؤتمر صحفي تحذيرًا شديد اللهجة من استمرار الانتهاكات المتكررة التي يرتكبها النظام الإسرائيلي في المنطقة، مؤكّدًا أن "هذه الجرائم لم تعد تستهدف بلدًا واحدًا فقط، بل تمثل تهديدًا شاملًا للنظام القانوني الدولي بأسره".
وأشار بقائي إلى أن التغاضي عن هذه الجرائم، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا، يشكّل سابقة خطيرة تمهد الطريق لتكرارها، مضيفًا أن تطبيع الجريمة يعني ترسيخ الإفلات من العقاب وتوسيع دائرة العدوان.
وشدّد المتحدث الإيراني على أن خرق القانون الدولي والمعايير الدولية لن يبقى محصورًا في نطاق جغرافي معين، بل ستنعكس تبعاته على جميع الدول عاجلًا أم آجلًا، مشيرًا إلى أن الصمت الدولي يبعث برسائل خطيرة للمعتدين.
وأعرب بقائي عن أمله في أن يضطلع المجتمع الدولي، لا سيّما الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والدولية، بمسؤولياتهم تجاه هذه "الجرائم المستمرة"، مؤكدًا أن السكوت لم يعد خيارًا، وأن مواقف حازمة مطلوبة لردع الاحتلال ووضع حد للعدوان.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عن تشكيل لجنة قانونية في طهران "بهدف إعداد تقارير رسمية موجهة إلى الهيئات الدولية حول العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران"، وتوثيق الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمنشآت، والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي التي ارتكبتها إسرائيل.
وأكد أن وزارة الخارجية بدأت بالفعل إجراءاتها القانونية لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مشيرًا إلى أن "المطلب الرئيس لإيران هو أن تقوم المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بتحديد هوية المعتدي رسميًا وواضحًا".
وحول المفاوضات مع الأوروبيين، قال بقائي إنه "لا يوجد في الوقت الحالي موعد محدد لاستئناف المحادثات مع الأوروبيين"، مشددًا على أن طهران لا ترى أي جدية من بعض الأطراف الغربية.
ووصف بقائي تعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن رفع العقوبات وبيع النفط الإيراني بأنها "غير موثوقة على الإطلاق"، منتقدًا في الوقت نفسه المقابلات الأخيرة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، والتي اعتبرها "تبريرًا للعدوان على إيران".
كما شدد بقائي على أن "التهديد بفرض عقوبات لم يعد شيئًا جديدًا"، مضيفًا أنه "لقد أثبتنا أننا لن نستسلم أمام المطالب المفرطة".
ووصف اعتراف فرنسا بمشاركتها في عمليات ردع الهجمات الإيرانية على إسرائيل بأنه "اعتراف رسمي بالمشاركة في العدوان ضد الجمهورية الإسلامية".
وردًا على توقعات الوكالة الدولية بعودة التفتيش كما كان سابقًا، قال المتحدث: "هذا توقع خاطئ، فكيف يمكننا ضمان أمن المفتشين في حين تعرضت منشآتنا لهجوم عدواني قبل أيام؟"
واتهم المتحدث الإيراني الولايات المتحدة بتغيير مواقفها بشكل مستمر، قائلًا إن "مواقف واشنطن متناقضة وتتبدل خلال اليوم الواحد، وهذا جزء من الحرب النفسية التي تُمارس ضد إيران".
وقال أن إيران ما زالت ملتزمة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، و"طالما بقيت كذلك، فمن حقها مواصلة حقوقها النووية السلمية"، مشددًا على أن أي تراجع عن هذا الحق مرفوض.
وفيما يتعلق بتقارير عن تقليص بعض السفارات الأجنبية لنشاطها في طهران، أكد المتحدث أن إيران ملتزمة بتأمين المقار الدبلوماسية، مضيفًا أنه "من غير الطبيعي أن تتخذ بعض السفارات قرارات من جانب واحد دون تنسيق".
وختم المتحدث بالقول: "ما زلنا لا نملك تقييمًا كاملًا ودقيقًا لحجم الضرر الذي سببه العدوان"، مضيفًا أن هذه المتابعة مستمرة على المستويين السياسي والقانوني.