تواصلت المواقف الرافضة داخل إيران تجاه المفاوضات التي ستنطلق يوم غد السبت في سلطنة عمان مع الولايات المتحدة، حيث اعتبر عدد من كبار الشخصيات الدينية التابعة للنظام أن الجلوس مع واشنطن لا يخدم المصالح الوطنية الإيرانية، بل يُعدّ إهانة للكرامة الوطنية.
وقال عضو مجلس خبراء القيادة وممثل المرشد في مدينة مشهد، أحمد علم الهدى، في خطبة صلاة الجمعة، إن "التفاوض مع أمريكا يتعارض مع الغيرة الوطنية والكرامة الإيرانية".
وأضاف "لا الجمهورية الإسلامية ولا حتى الثورة هي المعيار، بل أي شخص يحمل الغيرة الإيرانية لا يمكن أن يقبل بأن يتخلى عن مكتسباته ويتوسل لأعدائه".
وتابع قائلًا: "أمريكا اليوم ترفض حتى أسلحتنا غير المتكافئة، وقد تشمل اعتراضاتهم حتى مسدس شرطي بسيط، لهذا نقول: التفاوض معهم ضد كرامتنا الوطنية".
وفي مدينة قم معقل المرجعيات الدينية والحوزة العلمية، دعا الشيخ علي رضا أعرافي، عضو مجلس خبراء القيادة وخطيب صلاة الجمعة، إلى الحفاظ على الجاهزية العسكرية.
وقال "البلاد يجب ألا يربط مصيرها بالمفاوضات، يجب أن تكون جميع التحركات في أي ميدان ضمن توجيهات المرشد علي خامنئي".
أما خطيب جمعة طهران آية الله كاظم صديقي، وصف دعوة واشنطن للحوار المباشر بأنها "خدعة دعائية تهدف إلى تضليل الرأي العام"، متهمًا الإدارة الأمريكية بالمراوغة وعدم الجدية.
وقال صديقي إن إيران "تمتلك المنطق وهي أهلٌ للحوار"، لكنها تتابع المفاوضات بشكل غير مباشر مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن الهدف الأساسي منها هو رفع العقوبات المفروضة على البلاد.
وأوضح صديقي أن الطرف الآخر لم يكن ملتزمًا ولم يحترم تعهداته، مؤكدًا أن إيران هي من أخذت زمام المبادرة منذ البداية، وأضاف: "لقد استبدلنا الإمارات بسلطنة عمان كوسيط في هذه المفاوضات".
وأشار إلى أن الدول الغربية حاولت إدخال قضايا متعددة على طاولة الحوار، لكن إيران أصرت على التركيز على موضوع واحد فقط وهو الملف النووي، مضيفًا: "لن نجري أي مفاوضات إلا بشكل غير مباشر".
وختم صديقي تصريحاته برسالة تحذيرية قائلًا: "إذا تجرؤوا على قصف مركز ما داخل إيران، فإنهم لن يستطيعوا أبدًا قصف العلم والمعرفة أو القضاء عليهما".
وكشفت وكالة رويترز، نقلًا عن مصدر أمريكي مطّلع على الترتيبات الجارية، أن الوفدين الإيراني والأمريكي سيحضران في غرفة واحدة خلال المحادثات المقررة في سلطنة عمان بشأن الملف النووي الإيراني.
ويأتي هذا التصريح في وقت حذّر فيه أحد مذيعي هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، خلال بث مباشر، من نشر أي صور تجمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع ستيف وِيتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص، قائلًا إن التعليمات الرسمية تمنع ذلك، وهو ما تعكسه التصاريح الممنوحة.
من جانبه، أكد ماركو روبیو، وزير الخارجية الأمريكي، أن محادثات مباشرة ستُعقد يوم السبت بين ويتكوف وأحد كبار المسؤولين الإيرانيين، وذلك ضمن مساعي استئناف التفاوض بشأن البرنامج النووي.
ومن المقرر أن يزور دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة سلطنة عمان، يوم السبت، لإطلاق جولة جديدة من الحوار حول مستقبل الاتفاق النووي، وسط تصاعد الجدل بشأن شكل هذه المفاوضات، سواء كانت مباشرة أم غير مباشرة.