نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، صحة الأخبار المتداولة بشأن قرب إجراء بلاده مفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أنه لا يمكن الحديث عن المفاوضات في ظل الغضب الشعبي الراهن.
وقال، في تصريح نشرته وسائل إعلام إيرانية، إنه "في الوقت الحالي، الرأي العام غاضب للغاية إلى درجة أن لا أحد يجرؤ حتى على الحديث عن التفاوض أو الدبلوماسية".
وأضاف بقائي: "الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة كانت مقررة مسبقاً يوم الأحد (15 حزيران/يونيو الماضي)، لكن الهجوم الأمريكي المفاجئ على منشآت نووية إيرانية نسف كل شيء".
وتابع: "قدّموا مقترحهم وكان من المفترض أن نقدّم نحن أيضاً مقترحنا في الجولة التالية"، لكن "ما حدث لا أجد له وصفاً سوى أنه خيانة للدبلوماسية والعملية التفاوضية".
ومضى بقائي قائلًا: "نحن الآن في ذروة الحداد. شعبنا مصدوم وغاضب مما حدث، لا نزال نُشيّع شهداءنا الذين سقطوا خلال 12 يوماً من العدوان والمقاومة. وفي مثل هذا الجو، لا أحد لديه الجرأة للحديث عن التفاوض أو الدبلوماسية".
وأشار إلى أن الحكومة الإيرانية لا تزال تقيّم الأوضاع والخيارات، لكنها تدرك أن المزاج الشعبي في الوقت الحالي لا يسمح بأي حديث عن العودة إلى طاولة المفاوضات.
ويأتي تصريح المسؤول الإيراني وسط تصاعد التوترات الإقليمية بعد الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وتزامناً مع تقارير متضاربة عن محاولات استئناف قنوات التواصل غير المباشرة عبر وساطات خليجية وأوروبية.
وكشفت مصادر مطلعة لموقع "أكسيـوس" الأمريكي أن العاصمة النرويجية أوسلو ستشهد، خلال الأسبوع المقبل، اجتماعاً مرتقباً بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وستيف وِيتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، في محاولة لإحياء المفاوضات النووية المتوقفة بين البلدين.
ووفق "أكسيـوس"، فإن اللقاء المحتمل سيكون الأول من نوعه منذ الضربات الجوية التي نفذتها واشنطن على مواقع "نطنز" و"فوردو" و"أصفهان".
وتشير التسريبات إلى أن المخزون الإيراني من اليورانيوم عالي التخصيب (60%) الذي يتجاوز 400 كيلوغرام سيكون على رأس جدول المحادثات، خصوصاً أن بعض تلك المواد لا تزال داخل منشآت تعرضت للتدمير، وقد أصبحت معزولة مؤقتاً عن العالم الخارجي.
ولفت التقرير أيضاً إلى أن اللقاء يُعدّ امتداداً لاتصالات غير معلنة جرت بين الطرفين خلال الحرب الأخيرة، بترتيب من سلطنة عُمان وقطر.