"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب

logo
العالم

ويتكوف في موسكو.. هل الزيارة بداية لصفقة تاريخية بين روسيا وأمريكا؟

ويتكوف في موسكو.. هل الزيارة بداية لصفقة تاريخية بين روسيا وأمريكا؟
بوتين خلال لقائه ويتكوف في موسكوالمصدر: (أ ف ب)
24 أبريل 2025، 1:47 م

تستعد  موسكو لاستقبال المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، في زيارة مهمة خلال الأسبوع الجاري، حيث سيلتقي مسؤولين روساً في جولة محادثات تتوقع الأوساط السياسية أن تكون محورية.

وهذه الزيارة ليست الأولى من نوعها؛ إذ سبق أن التقى ويتكوف بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 11 أبريل/نيسان الجاري، في سانت بطرسبرغ، حيث ناقش الطرفان سبل التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية التي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة.

لكن الزيارة المقبلة تأتي في وقت حساس، إذ تشير التوقعات إلى أن المحادثات قد تتناول موضوعات أكثر تعقيداً، على رأسها الوضع في أوكرانيا، إضافة إلى القضايا الاقتصادية والتموضع الإستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة في المنطقة.

وتعد زيارة ويتكوف إلى موسكو خطوة إستراتيجية ضمن الجهود الأمريكية المتواصلة للبحث عن حلول للصراعات الإقليمية والعالمية. 

وتشير مصادر إلى أن الزيارة قد تساهم في إعادة ترتيب الأوراق في الصراع الأوكراني، خاصة في ظل التغيرات الأخيرة في المواقف الدولية، تزامناً مع تطلع الولايات المتحدة إلى تجاوز الأزمات التقليدية، والبحث عن صيغة جديدة لإنهاء النزاع في أوكرانيا، وهو ما قد يكون أحد المحاور الرئيسة في محادثات الأسبوع الجاري.

ومع تأكيدات العديد من المحللين بأن موسكو أصبحت قوة لا يمكن تجاهلها في المفاوضات، قد تكون هذه الزيارة بداية لفصل جديد من الحوار، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لإيجاد تسوية سياسية حقيقية.

ويرى خبراء أن زيارة ويتكوف إلى موسكو تأتي في إطار "الدبلوماسية المكوكية" التي يتبعها البيت الأبيض، بهدف معالجة ملفات الشرق الأوسط والحرب الأوكرانية، وأن الزيارة هي رد فعل على فشل خطة السلام بين روسيا وأوكرانيا.

ويضيف الخبراء، لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة بدأت في البحث عن "صيغة بديلة" للسلام، تعتمد على السلام عن طريق القوة بدلاً من الحلول التقليدية، مما يعكس تحولاً في الموقف الأمريكي نحو فرض الواقع لإنهاء الصراع. 

ويوضح الخبراء أن هذه الزيارة قد تكون بداية لمسار جديد في التفاوض، خاصة أن الحلول لن تأتِ من واشنطن أو بروكسل، بل من موسكو، وأن مصير المفاوضات الأوكرانية يعتمد على قدرة الغرب على الاستماع إلى روسيا، التي لم تعد في موقع الدفاع، بل تمتلك أوراق قوة جديدة.

أخبار ذات علاقة

بوتين وويتكوف

ويتكوف يزور موسكو لبحث وقف إطلاق النار في أوكرانيا

 موقف واشنطن من الحرب 

وبهذا السياق، أكد المحلل السياسي والخبير في الشأن الروسي، د. محمود الأفندي، أن زيارة ستيف ويتكوف إلى موسكو تعد جزءًا من "الدبلوماسية المكوكية" التي يتبعها البيت الأبيض، لا سيما في ملف الصراعات الدولية، وفي مقدمتها الحرب الأوكرانية. 

واعتبر الأفندي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الزيارة تأتي رداً على التصريحات الأخيرة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عقب فشل خطة السلام التي كانت قيد البحث بين روسيا وأوكرانيا.

وأضاف أن تلك الخطة كانت تتضمن اعترافاً بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع التي تسيطر عليها موسكو شرق أوكرانيا، إلى جانب ضمان حياد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى حلف الناتو.

وقال الأفندي إن واشنطن بدأت البحث عن "صيغة بديلة" لصنع السلام، تعتمد على السلام عن طريق القوة، بدلاً من التسويات التقليدية، مما يعكس تحولاً في الموقف الأمريكي نحو إنهاء الصراع بفرض الواقع، وليس التفاوض. 

اقتراب النصر الروسي

وأضاف أنه مع احتمالية تخلي الولايات المتحدة عن الملف الأوكراني، قد تجد أوروبا نفسها مجبرة على ترك أوكرانيا لمصيرها، مما سيؤدي إلى "نصر روسي قريب جداً"، متوقعاً أن كييف قد تضطر للاستسلام خلال شهرين أو 3 أشهر.

وأشار الأفندي إلى أن الولايات المتحدة وموسكو قد تتجهان نحو اتفاق غير معلن لتقاسم النفوذ في المنطقة، مشبهاً الوضع بـ"صفقة كعكة" بين الطرفين، حيث لكل طرف نصيبه من المصالح. 

وتوقع أن الملفات الاقتصادية ستكون جزءاً مهماً من أجندة هذه الزيارة، في ظل سعي الطرفين لاستغلال النفوذ السياسي في صفقات إستراتيجية على المستوى الدولي.

رسائل إستراتيجية في الزيارة

من جانبه، قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، إن زيارة ويتكوف إلى موسكو تمثل "خطوة جريئة" تحمل رسائل إستراتيجية واضحة، وتكشف عن تغيرات في المشهد السياسي الدولي، خاصة في سياق مفاوضات روسيا وأوكرانيا. 

وأضاف بريجع، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الزيارة تمثل محاولة لكسر الجمود السياسي الذي فرضه الغرب على نفسه قبل أن يفرضه على روسيا، موضحاً أن ويتكوف جاء ليعرض ويختبر ويفاوض بصمت، بينما الأهداف الاقتصادية التي أُعلن عنها ليست سوى غطاء لخط تفاوضي غير معلن يتم التفاوض عليه خلف الكواليس.

وأوضح بريجع أن هذه الزيارة تمثل "بداية مسار جديد" قد لا يُعلن عن تفاصيله بشكل علني، لكنه سيظهر في مرونة الخطاب، وانفتاح القنوات الخلفية. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي يتهم ويتكوف بـ"نشر روايات روسية"

 إعادة تموضع ميزان التفاوض

وأضاف أن الزيارة أسهمت في إعادة تموضع ميزان التفاوض، وأكدت أن الحلول لن تأتي من واشنطن أو بروكسل، بل من موسكو. 

وأشار بريجع إلى أن مصير المفاوضات الأوكرانية بات يعتمد على قدرة الغرب على الاستماع، حيث أن روسيا لم تعد في موقع الدفاع، بل أصبحت تمسك بأوراق جديدة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC