وضع رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، تمير هيمان، سيناريوهين رئيسين للهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، في حال نفذت تل أبيب الهجوم دون مساعدة الجيش الأمريكي.
ونقلت القناة الـ12 العبرية عن هيمان أن مثل هذا الهجوم من شأنه أن يُلحق ضررًا بالغًا بأحد أهم محاور المشروع النووي الإيراني المتعلق بإنتاج المواد الانشطارية، التي تُمثل "قلب" القنبلة النووية، ووصفه بأنه "هجوم مُعقد من شأنه أن يشل القدرات الإيرانية لفترة طويلة".
وسيشمل الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق تدمير جميع المواقع النووية المعروفة سابقاً من قبل تل أبيب، وتحييد قدرات الجيش الإيراني، لإضعاف الرد المتوقع الذي سيعقب الهجوم، كما ستتم مهاجمة العشرات من الأهداف، على عكس الهجوم المحدود المستبعد.
ويؤكد رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي السابق أنه في حال وقوع هجوم واسع النطاق، فلا شك في أن هذه ستكون بداية حرب ضد إيران.
ويوضح هيمان: "ستكون العملية ضد إيران مختلفة عما عرفناه في الماضي. هذه ليست مواجهة عابرة، إنها حرب شاملة. وبالطبع سترد إيران، وإسرائيل مستعدة للتصعيد".
ووفق التقدير الإسرائيلي، فكلما اتسع نطاق الهجوم ازداد نطاق الرد. وسيتعين على إسرائيل الرد بعد ذلك، وهنا تكمن معضلة استراتيجية أخرى، هل تكتفي تل أبيب بالإنجاز الذي سيتحقق منذ البداية، وترد بعد ذلك بشكل رمزي للحد من التصعيد؟ أم تنتهز الفرصة وتصعد بشكل يهدد المرشد وربما يُحدث تغييرًا استراتيجيًا إقليميًا؟".
وبحسب تصور رئيس المخابرات الإسرائيلي السابق، فإن هجوم تل أبيب المنفرد، دون مساعدة أمريكية، أمرٌ مختلف تمامًا. وقد يدفع هذا الهجوم إيران إلى تبني استراتيجية نووية جديدة.
وحتى الآن، امتنع المرشد الإيراني علي خامنئي من إصدار أمرٍ بتحقيق اختراق نووي إلا أنه قد يغير تعليماته بعد الهجوم، حسب المسؤول، ويأمر بتحقيق اختراق نووي. "إنه يفضل وضعًا تكون فيه إيران على حافة امتلاك السلاح النووي، ويرى أن القدرة على تخصيب اليورانيوم حق أساسي لإيران، بحكم مكانتها كقوة إقليمية".
وعن انتشار الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط في الفترة الحالية، ارتباطا بالهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، فهو أقل بكثير مقارنةً بالوضع الذي كان سائدًا خلال فترات التوتر والتصعيد الأخرى خلال العامين الماضيين.
على سبيل المثال، في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2024، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس إسماعيل هنية في طهران، أو استعدادًا لهجوم إيراني على إسرائيل، يحتفظ الجيش الأمريكي حاليًا بقوة صغيرة نسبيًا في المنطقة.
وفي أشهر الصيف والخريف، وصلت الولايات المتحدة إلى وضعٍ أصبحت فيه تمتلك حاملتي طائرات في المنطقة، وقوات جوية مُعززة، بل وغواصة نووية.
الآن، لدى الجيش الأمريكي حاملة طائرات واحدة، كارل فينسون، في المنطقة تحت قيادة القيادة المركزية الأمريكية. والميزة الكبرى لهذه الحاملة هي أنها تُشغّل طائرات إف-35 الشبحية المتطورة.
ولكن، بعد انتهاء العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، قلّصت الولايات المتحدة بشكل كبير انتشارها وأنشطتها في الشرق الأوسط، وعادت حاملة الطائرات هاري ترومان إلى الولايات المتحدة بعد أشهر من العمليات. وبدأ الجيش الأمريكي بإجلاء مئات الجنود من الأراضي السورية خلال الأسابيع الأخيرة.
رغم ذلك، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن البنتاغون أبلغ الكونغرس قراره نقل آلاف صمامات الصواريخ الاعتراضية للطائرات المسيرة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.
ووفق التقدير الإسرائيلي، فإن أكبر ميزة للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط حاليًا، مقارنةً بالوضع قبل أقل من عام، هي تمركز قاذفات استراتيجية في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.
في البداية، كانت قاذفات بي-2 متمركزة هناك، والآن، بناءً على صور الأقمار الصناعية من الأسبوع الماضي، توجد هناك أربع قاذفات بي-52، حسب القناة.