أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربًا تجارية على العالم، مستهدفًا بشكل واضح أوروبا، التي يعتبرها من بين "أسوأ المخالفين"، إلاّ أن "الرمية" قد أصابت حلفاءه من اليمينيين في القارة، بحسب تحليل لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وترى الصحيفة أن الحرب التجارية لترامب وضعت قوى اليمين المتطرف المؤيدة له في أوروبا في موقف محرج للغاية، معتبرة أن تأييد هذه القوى للرئيس الأمريكي في "استبداده" ضد الكنديين والأوكرانيين والمكسيكيين والفلسطينيين، مختلف تمامًا عندما تكون الضحايا دولًا يُفترض أن هذه الأحزاب اليمينية المتطرفة تمثلها.
وتلفت "الغارديان" إلى أن معظم زعماء اليمين المتطرف في أوروبا اتخذوا موقفًا دفاعيًا، مدركين أنهم سيُدانون إن تكلموا لصالح ترامب، وسيُدانون إن لم يفعلوا، مشيرة بذلك إلى رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، التي اكتفت بوصف القرار بأنه "خاطئ".
كما اعتمد زعماء اليمين المتطرف في أوروبا نهجين، بحسب الصحيفة البريطانية، وظل أكثرهم شعبوية على "خنوعه"، مشيرة بذلك إلى ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة في إيطاليا، الذي قال إن رسوم ترامب الجمركية تُمثل "فرصة" للشركات الإيطالية، دون أن يُحدد السبب والكيفية. وإذا لم تُغتنم هذه الفرصة، فمن المُفترض أن يكون ذلك بسبب "الأخطاء الجسيمة" التي ارتكبتها بروكسل، كما صرّح وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو.
مزايا سياسية
تجد الصحيفة أنه رغم كل العواقب السلبية لحرب ترامب التجارية، مزايا سياسية ستنعكس على أوروبا، ما قد يعزز وحدتها، مشيرة إلى أن هذا التأثير بدا واضحًا بالفعل، وتقول "بينما يجد الأوروبيون أنفسهم محصورين بين حرب روسيا وخيانة الولايات المتحدة، أعادوا اكتشاف دعمهم للاتحاد الأوروبي".
وكشف أحدث استطلاع للرأي أجرته يوروباروميتر أن 74% من الأوروبيين يعتقدون أن عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي أمر جيد، وهو أعلى رقم منذ 42 عامًا.
وتعتقد "الغارديان" أن الاتحاد يمكنه تطوير ونشر استراتيجية مضادة متماسكة لحرب ترامب التجارية تمثل الكتلة ككل، بثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكثر من 450 مليون مواطن، وتضيف "فيما يتعلق بالتجارة والاقتصاد، يمكن للولايات المتحدة أن تضر بالاتحاد الأوروبي كثيرًا، ولكن العكس صحيح أيضًا".