logo
العالم

رسائل الردع الجوي تهز أوروبا.. روسيا تتحدى "الناتو" في سماء البلطيق

مقاتلات ميغ 31 الروسيةالمصدر: Deftechtimes

تعيش القارة الأوروبية اليوم على وقع أصوات محركات لا تُسمع فقط كطائرات في السماء، بل تُقرأ كرسائل استراتيجية تهز موازين الردع؛ خاصة وأن اختراق مقاتلة "ميغ-31" الروسية للأجواء البلطيقية لم يكن مجرد حادث عابر، بل مشهد رمزي يكشف كيف تستخدم موسكو أدواتها الجوية، من الطائرات المسيّرة إلى المقاتلات الحديثة، كوسيلة ضغط مدروسة.

ومع كل دقيقة تحليق روسي جديد، يتساءل المراقبون للحرب الروسية الأوكرانية، عن مدى قدرة الناتو على امتصاص هذه الصدمات المتكررة خاصة وأن شبح المواجهة يقترب أكثر من أي وقت مضى.

أخبار ذات علاقة

قطع عسكرية روسية في بحر البلطيق

اختراقات البلطيق و"ارتباك" الناتو.. هل يجر بوتين أوروبا إلى اختبار جديد؟

تصعيد خطير 

وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري العميد نضال زهوي، إن اختراق الطيران الحربي الروسي لأجواء أوروبا الشرقية يمثل تصعيدًا استفزازيًا خطيرًا ذا طابع تهديدي مباشر، مشيرًا إلى أن ما تقوم به روسيا ليس مجرد عرض للقوة، بل يعكس استعدادًا واضحًا لتحدي خطوط الناتو الحمراء. 

وأكد الخبير العسكري في حديث لـ"إرم نيوز" أن روسيا تمتلك قدرات جوية متقدمة، وعلى رأسها مقاتلات "سو-35" و"ميغ-31"؛ مما يمنحها أفضلية كبيرة في عمليات الاختراق الجوي والردع الاستراتيجي. 

وأضاف زهوي أن تحليق هذه الطائرات في أجواء شرق أوروبا يعكس رسائل واضحة موجهة إلى الغرب، مفادها بأن روسيا قادرة على الوصول إلى عمق المجال الجوي التابع لدول حلف الناتو.

وأشار إلى أن روسيا لا تكتفي بالتحركات الجوية فحسب، بل تمتلك أيضًا قدرات كبيرة في مجال الحرب الإلكترونية، قادرة على التشويش على الملاحة الجوية المدنية والعسكرية في أوروبا الغربية، مما يرفع من مستوى التهديد، ويتجاوز كونه مجرد استفزاز.

وتابع العميد زهوي: "ما نشهده اليوم هو تعدد للخطوط الحمراء في أوروبا، وتوسع في هامش المخاطر، مما يجعل سيناريوهات التصعيد مفتوحة على جميع الاحتمالات، وإذا تكررت مثل هذه الحوادث، فقد تجد أوروبا نفسها أمام مواجهة مباشرة، لا سيما إذا ردت الأطراف المعنية عسكريًا على أي اختراقات مستقبلية، لذا فنحن أمام مشهد أمني هش لا يحتمل المزيد من التصعيد". 

رسم معادلات القوة

وأوضح أن التحركات الروسية تأتي ضمن سياق استراتيجي منظم، يسعى إلى إعادة رسم معادلات القوة في المنطقة، وفرض واقع جديد على الأرض يضع الغرب في موقف الدفاع بدل الهجوم.

وفي السياق ذاته، قال د. نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن حادثة تحليق طائرات "ميغ-31" الروسية في أجواء إحدى جمهوريات البلطيق لمدة قاربت 12 دقيقة تمثل تطورًا خطيرًا، وتكشف عن ضعف كبير في قدرات حلف الناتو الدفاعية، أو ربما عن رغبة الناتو في تجنب التصعيد العسكري المباشر مع موسكو.

وأضاف رشوان في حديث لـ"إرم نيوز" أن الناتو لا يبدو مستعدًا في المرحلة الحالية لأي مواجهة مباشرة، وهو عمليًا يعيد بناء دفاعاته من جديد، خصوصًا في مناطق شرق أوروبا والدول المجاورة لأوكرانيا مثل رومانيا وبولندا وغيرها، موضحًا أن الحلف يعمل حاليًا على تطوير منظومة أشبه بـ"حائط دفاعي من المسيرات" فوق أوكرانيا.

وأشار المحلل السياسي إلى أن حلف شمال الأطلسي يتجنب الرد على هذه الخروقات الجوية الروسية، حتى لا يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب مباشرة، رغم أن روسيا قد تواصل استفزاز الحلف واختبار قدراته في المستقبل، من خلال تكرار مثل هذه الاختراقات الجوية، أو إطلاق طائرات استطلاع ومقاتلات في أجواء الدول الأعضاء.

أخبار ذات علاقة

قوات الناتو

نُذر الحرب تتصاعد.. هل يمتلك "الناتو" قوات كافية لقتال روسيا؟

سيناريوهات موقف الناتو

وتابع رشوان: "من المرجح أن يرد الناتو مستقبلًا بإسقاط هذه الطائرات أو المسيرات الروسية، كما حدث مع المسيرات التي اخترقت الأجواء البولندية مؤخرًا، حيث أسقطت الدفاعات الجوية التابعة للحلف 4 طائرات مسيرة".

وأكد أن إحدى أبرز نقاط الضعف في بنية حلف الناتو العسكرية تكمن في جمهوريات البلطيق، التي تعيش حالة من القلق المستمر من احتمال تعرّضها لهجوم روسي محتمل. 

وقال الخبير في الشؤون الروسية، لهذا السبب، تتركز عمليات الانتشار العسكري في تلك المنطقة، حيث أرسلت ألمانيا والولايات المتحدة قوات إضافية لتعزيز قدرات الدفاع عن جمهوريات البلطيق.

وأكد رشوان أن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة، وأن توازن الردع بين روسيا والناتو لا يزال هشًا، مما يفرض على الحلف تعزيز قدراته الجوية والدفاعية سريعًا لتفادي أي خروقات قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC