logo
العالم

موسكو ترفع سقف التحذير.. مخاوف من انزلاق نزاع أوكرانيا إلى "حرب هجينة" مع الغرب

مناورة قتالية للجيش الروسيالمصدر: رويترز

رفع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في الوقت الذي تتشابك فيه خيوط الأزمة الأوكرانية بين تصعيد عسكري وحصار دبلوماسي، منسوب التحذيرات إلى مستويات غير مسبوقة، مؤكدًا أن أي قوات أوروبية تُرسل إلى أوكرانيا ستتحول فورًا إلى "أهداف مشروعة".

ولم يكتفِ لافروف بالتحذير، بل وضع الناتو والاتحاد الأوروبي أمام معادلة واضحة، مفادها أن أي تدخل عسكري مباشر يعني نقل الصراع إلى مستوى جديد من الاشتباك، وهو ما يكشف أن روسيا أدركت أن الخطوات الأوروبية، إذا ما تحققت، لن تبقى في إطار الدعم، بل ستُترجم إلى صدام مباشر، ما تسعى موسكو لردعه عبر لغة تهديد صريحة.

واتهم الكرملين كييف وحلفاءها الغربيين بإغلاق أي نافذة للحل الدبلوماسي، مفضلين منطق القوة على طاولة الحوار، خاصة أن الناتو يحاول فرض "هيمنة خانقة" على الأمم المتحدة، بما يقوّض دورها كمنبر جامع ويفرغها من قدرتها على الوساطة الفعلية.

وطرح خطاب لافروف الأخير العديد من التساؤلات عن طبيعة المرحلة المقبلة، خاصة في أعقاب رفع سقف التحذيرات الروسية.

أخبار ذات علاقة

قوات الناتو

نُذر الحرب تتصاعد.. هل يمتلك "الناتو" قوات كافية لقتال روسيا؟

مواجهة مباشرة

ويرى الخبراء أن موسكو ترفع من جديد سقف تحذيراتها، مجددة خطوطها الحمراء بأن أي دخول لقوات أوروبية أو أجنبية نظامية إلى أوكرانيا سيُعد إعلان حرب، وأن الرد سيكون مباشرًا وقاسيًا، حتى لو استهدف العواصم التي تقدم على هذه الخطوة.

وأشار الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن التصريحات الأوروبية حول إرسال قوات تأتي في سياق محاولة رفع معنويات الجيش الأوكراني الذي يواجه انتكاسات ميدانية، ما يؤدي إلى تحول الحرب تدريجيًا إلى مواجهة بين روسيا والدول الأوروبية بعد تراجع الدور الأمريكي، وفق تقديرهم.

رد قاسٍ

وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن موسكو ترفع منذ بداية عمليتها العسكرية في أوكرانيا سقف تحذيراتها بشكل واضح، إذ وضعت خطوطًا حمراء لا تقبل الالتفاف، مفادها أن أي تدخل مباشر لقوات أجنبية داخل الأراضي الأوكرانية سيُعد إعلان مواجهة.

وأوضح أن الرد الروسي سيكون قاسيًا ولا يفرّق بين جنسية وأخرى؛ فكل قوة تدخل ساحة الصراع ستُعامل باعتبارها طرفًا معاديًا.

وأضاف في تصريحاته لـ"إرم نيوز" أن ما تفعله موسكو ليس صياغة خطوط جديدة، بل تذكير العالم بما سبق أن أعلنته، خاصة بعد تكرار تصريحات قادة أوروبيين حول نيتهم إرسال قوات نظامية إلى كييف، الأمر الذي تعده روسيا تصعيدًا خطيرًا قد يصل إلى حد استهداف العواصم الغربية ذاتها.

حرب هجينة

وأكد الأفندي أن الحرب تحولت فعليًا إلى مواجهة غير مباشرة بين موسكو والغرب، بعد أن أصبحت الترسانة العسكرية الأوكرانية معتمدة بالكامل تقريبًا على السلاح الغربي، ما يجعل الصراع أقرب إلى "حرب هجينة" أو "حرب بالوكالة".

وأضاف أن واشنطن بدأت بالانسحاب التدريجي من المشهد، في حين يتصدر الأوروبيون المواجهة بشكل متزايد، في ظل وجود خبراء عسكريين وقوات غير رسمية من دول أوروبية داخل أوكرانيا، وقد عاد بعضهم بالفعل إلى بلادهم في توابيت، في إشارة إلى الضباط البولنديين والفرنسيين الذين لقوا حتفهم هناك.

وختم الأفندي بأن إدخال قوات نظامية غربية إلى أوكرانيا سيعني حتمًا تجاوز الخطوط الحمراء الروسية وفتح الباب أمام مواجهة مباشرة معلنة مع أوروبا.

أفراد من الجيش الروسي في أوكرانيا

هدف مشروع

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، الدكتور نزار بوش، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومعه القيادة السياسية والعسكرية، وعلى رأسها وزير الخارجية سيرغي لافروف، كرروا منذ بداية الحرب أن أي وجود عسكري أجنبي على الأراضي الأوكرانية سيُعامل كهدف مشروع للقوات الروسية.

وأكد بوش في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن التحذيرات الأخيرة جاءت تحديدًا ردًا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعا صراحةً لإرسال قوات أوروبية وطرح فكرة تشكيل جيش أوروبي موحد لهذا الغرض، إلى جانب مواقف مشابهة صادرة عن بريطانيا وألمانيا وبولندا.

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين

بوتين يُحرج ترامب من الشرق.. اختبار بولندا يكشف مأزق القيادة الأمريكية

خطر فعلي

وأكد بوش أن روسيا لن تقبل تحت أي ظرف بوجود قوات من فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا أو أي دولة غربية أخرى داخل أوكرانيا، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سلام أو وقف إطلاق النار.

ومع ذلك، لم يستبعد أن توافق موسكو على وجود قوات مراقبة أو حفظ سلام من دول محايدة خارج إطار الناتو والاتحاد الأوروبي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC