logo
العالم

فرنسا.. التهديد بحل البرلمان يضع الاشتراكيين في مأزق

البرلمان الفرنسي المصدر: رويترز

قال خبراء سياسيون فرنسيون إن التهديد بحل البرلمان يشكل أداة ضغط قوية يستخدمها معسكر الرئيس  إيمانويل ماكرون في مفاوضاته مع الأحزاب المعارضة، وعلى رأسها الحزب الاشتراكي. 

وبينما يصر الاشتراكيون على أنهم "لا يخافون" من خيار الحل، فإن المعطيات الانتخابية قد تجعلهم الأكثر عرضة للخسارة في حال إجراء انتخابات مبكرة أمام مرشحي حركة "فرنسا الأبية" بزعامة جان-لوك ميلانشون.

وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية الفرنسي المتخصص في شؤون اليسار، جيرار غرونيبرغ، لـ"إرم نيوز" إن "الحزب الاشتراكي ما زال يعاني من أزمة هوية"، مضيفًا أن أي حل برلماني قد يكشف ضعفه الحقيقي في الشارع الفرنسي، لأنه لم يستطع بعد استعادة الثقة الكاملة من قواعده الشعبية منذ انهياره بعد العام 2017.

من جهته، قال رئيس معهد "إيلاب" للدراسات السياسية، برنار سانكرون لـ"إرم نيوز" إن "المعادلة خطيرة بالنسبة للاشتراكيين: إذا دعموا حكومة ماكرون قد يخسرون شرعيتهم اليسارية، وإذا أسقطوا الحكومة وذهبوا إلى انتخابات مبكرة قد يخسرون مقاعدهم لصالح مرشحي ميلانشون".

وأضاف سانكرون أن "هذا التردد يعكس مأزق الحزب بين الواقعية السياسية والوفاء لخطابه الاجتماعي".

كما رأى سانكرون أن التهديد بالحل البرلماني أصبح أداة تكتيكية بيد الإليزيه، لكنه أيضًا مقامرة محفوفة بالمخاطر، إذ قد تفضي إلى إعادة تشكيل الخريطة الحزبية الفرنسية بشكل غير متوقع، بين عودة الاشتراكيين إلى الواجهة أو انزلاقهم إلى مزيد من التراجع.

وخلال اجتماعهم مع رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، الأربعاء، أكد قادة الحزب الاشتراكي، من أوليفييه فور، الأمين العام، إلى كارول ديلغا، رئيسة إقليم أوكسيتاني، أنهم "غير قلقين" من احتمال العودة إلى صناديق الاقتراع. لكن هذا الموقف لا يخفي حقيقة أن الحزب لا يزال هشًا سياسيًا، بالكاد بدأ يتعافى بعد سنوات من التراجع الحاد، بحسب موقع "ميديا بارت" الإخباري الفرنسي.

وأشار الموقع إلى أن سيباستيان لوكورنو، المكلّف من الرئيس ماكرون بتمرير الميزانية بعد سقوط حكومتين سابقتين بالتصويت على حجب الثقة، وجد نفسه أمام مفاوضين اشتراكيين يعرفون جيدًا أنهم في موقع قوة، وقد رفعوا سقف مطالبهم بفرض "ضريبة زوكمان" على الثروات، ورفع الحد الأدنى للأجور، إضافة لإلغاء إصلاح نظام التقاعد.

ورقة "العدالة الاجتماعية"

وقال بيار جوفيه، النائب  الأوروبي ونائب الأمين العام للحزب، لإذاعة "إر.إف.إي" إن فرض مساهمة بنسبة 2% على 1800 أسرة ثرية يمكن أن يوفّر 15 مليار يورو، ما يسمح بزيادة القدرة الشرائية للأغلبية الساحقة من الفرنسيين وتحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية، مؤكدًا أن "هذه قضية مبدئية بالنسبة لنا، ولا مجال للتراجع عنها".

أخبار ذات علاقة

سيباستيان ليكورنو

بين المزايدات والتنازلات.. هل يستطيع ليكورنو إنقاذ فرنسا من الهاوية؟

ويكرر الاشتراكيون أن خيار الحلّ لا يرعبهم، بل يرون فيه، أحيانًا، فرصة لإعادة التموضع. 

بعض المحللين يشيرون إلى أن ضعف الكتلة الوسطية وعزلة "فرنسا الأبية" قد يتيحان للحزب الاشتراكي تحقيق اختراق انتخابي إذا خاض الانتخابات تحت شعار "الوحدة". لكن في المقابل، فإن التنافس المباشر مع مرشحي ميلانشون في بعض الدوائر قد يؤدي إلى إضعاف الجبهة اليسارية بدل تقويتها.

وواجه أوليفييه فور في مهرجان "فِت دو لومانيتِه" صيحات استهجان من أنصار اليسار الجذري، فرد قائلاً: "من منكم لا يريد إلغاء إصلاح التقاعد؟ من منكم لا يريد فرض ضريبة زوكمان؟ نحن هنا لنحكم، لا لنترك السلطة للماكرونية مجددًا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC