قد يشهد التعاون الدفاعي بين روسيا والهند خطوة جديدة مع إحياء محتمل لمشروع تصنيع المروحيات الخفيفة من طراز Ka-226T، بعد أن أجرت شركة "روستيخ" الحكومية الروسية أول رحلة تجريبية كاملة لطائرة أنسات المجهزة بمحرك التوربينات العمودية الروسي الجديد VK-650V.
تم تطوير طائرة "أنسات" من قبل شركة "كازان" للطائرات المروحية بمشاركة مالية من شركة مبادلة الإماراتية وصندوقها السيادي، فيما تم اختبار المحرك لأول مرة في 29 يوليو، وحصل على شهادة النوع في فبراير، وفق صحيفة "يوراسيان تايمز".
ويولّد "VK-650V" قوة تصل إلى 650 حصانًا، مع طاقة احتياطية تصل إلى 750 حصانًا، ويتميز بتصميم معياري وتحكم رقمي FADEC، ما يجعله مناسبًا لمروحيات "Ka-226T"، و"أنسات".
في الأصل كانت المروحية الروسية مزودة بمحركات فرنسية من طراز "سافران أريوس"، لكن العقوبات الغربية حالت دون استمرار استخدامها.
ومع اعتماد المحرك الروسي الجديد، يمكن لروسيا تلبية شرط الهند الذي يقضي بتصنيع 70% من المكونات محليًا، وهو ما كان يشكل عقبة رئيسة سابقًا.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع "Ka-226T" في الهند بدأ، العام 2015، باتفاقية حكومية لتصنيع 200 مروحية خفيفة، منها 60 مستوردة و140 محلية عبر المشروع المشترك "شركة المروحيات الهندية الروسية المحدودة" (IRHL)، لكن المشروع توقف، في أوائل 2022، بسبب قيود على المكونات الأجنبية، وتطوير الهند مروحية محلية متعددة الاستخدامات.
مروحية Ka-226T خفيفة الوزن، ومتعددة الأغراض، وتبلغ أقصى حمولة لها طنًا واحدًا مع سهولة إعادة تجهيزها لمهام مختلفة، من نقل ركاب إلى وحدات معدات متخصصة.
ويأتي هذا المشروع في سياق أوسع للتعاون الروسي-الهندي، حيث حدد الزعيمان بوتن ومودي هدفًا للتجارة الثنائية يصل إلى 100 مليار دولار بحلول 2030، مع التركيز على القطاعات الدفاعية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، والمروحيات، وأنظمة الصواريخ.
وأشار المحللون العسكريون، ومنهم فيجايندر ك. ثاكور، إلى أن إحياء المشروع المعلق في الهند قد يكون الطريقة الأكثر مباشرة لتعزيز التعاون في صناعة الطائرات وتحقيق الأهداف الاقتصادية للطرفين.
أكد الكرملين أن الرئيس الروسي سيزور الهند رسميًا، في ديسمبر/كانون الأول، بعد تبادل ثنائي دافئ بين بوتين ومودي في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، في الصين أوائل سبتمبر/أيلول 2025، حيث جدد الزعيمان "شراكتهما الإستراتيجية الخاصة والمتميزة".
ومن المرجح أن تركز المباحثات على تسريع تسليم الطائرات والمروحيات المتأخرة بما في ذلك صفقة الدفاع الجوي S-400، وربما التوسع لتشمل S-500 المتقدمة، وتحديث مقاتلات سو-30MKI، والتعاون على مقاتلات الشبح سو-57، وإحياء مشروع مروحيات Ka-226T، لتعزيز الصناعات الدفاعية المحلية، بالإضافة إلى تطوير صاروخ آر-37 إم، وأنظمة الدعم اللوجستي للطيران العسكري.
ومع نجاح الرحلة التجريبية الأولى للطائرة أنسات المزودة بمحرك VK-650V، وبالتزام بوتن ومودي بالهدف الإستراتيجي المشترك لتعزيز التعاون الصناعي العسكري، يبدو أن مشروع Ka-226T قد يشهد إحياءً جديدًا، مما يفتح فرصًا لتعزيز العلاقات الدفاعية وتوسيع التجارة الثنائية في ظل الضغوط الاقتصادية الغربية على نيودلهي وموسكو.
ويمثل هذا المشروع اختبارًا حقيقيًا لقدرة روسيا والهند على تجاوز العقبات التقنية والسياسية لتعميق شراكتهما الإستراتيجية في مجال الدفاع.