وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الثلاثاء، إلى العاصمة العُمانية مسقط، في زيارة رسمية تستمر يومين، تلبيةً لدعوة من السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، فيما يرى خبراء أن الزيارة تعزز مساعي مسقط لتقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن، بهدف التوصل لاتفاق نووي.
بزشكيان، الذي يُجري زيارته الأولى منذ توليه المنصب، ناقش طيفًا واسعًا من القضايا مع المسؤولين العُمانيين، تشمل النقل البحري، والتجارة، والتعاون العلمي والصناعي، والتنسيق الإقليمي بين المحافظات، فضلاً عن الاستثمار المشترك.
تأتي الزيارة في توقيت حساس، إذ يلوح في الأفق احتمال استئناف المفاوضات غير الرسمية بين طهران وواشنطن، وفي حال تم إحراز تقدم بوساطة عمان، فقد تشهد المرحلة المقبلة إما اتفاقاً مؤقتاً لتخفيف التوتر وإما إطاراً تفاوضياً جديداً يساعد في كسر الجمود السياسي.
ويرى الخبير في الشؤون السياسية الإيرانية حسين حسيني، أن "زيارة بزشكيان لا يمكن فصلها عن مساعي مسقط لتقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن، بهدف التوصل إلى اتفاق نووي".
وقال حسيني لـ"إرم نيوز"، إن "هذه الزيارة تعزز أهمية الدور العُماني كمحور وساطة في الحوار غير المباشر الجاري بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني".
وأضاف أن "عُمان شكلت قناة آمنة بين الطرفين قد تسهم في كسر الجمود الحالي، خصوصاً مع اقتراب موعد الجولة السادسة من المفاوضات النووية".
ورأى الخبير علي رضا تقوي نيا، أن "زيارة بزشكيان تتجاوز أطر العلاقات الثنائية لتلامس قضايا إقليمية ودولية".
وقال تقوي نيا لـ"إرم نيوز": "الزيارة تحمل رسائل دبلوماسية تتعلق بدور عمان التاريخي في الوساطة بين إيران وأمريكا، وقد تشمل مباحثات بشأن استئناف المفاوضات النووية".
ومن جانبه، وصف الخبير الاستراتيجي بهادر نوكنده الزيارة بأنها تحمل طابعاً "تكتيكياً واستراتيجياً" في آن معاً.
وقال نوكنده: "زيارة پزشكيان اختبار لقدرة الحكومة الجديدة على توظيف سياسة الجوار في إدارة ملفات إقليمية كبرى، لا سيما الملف النووي".
واعتبر خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "العلاقات الإيرانية العُمانية تمثل نموذجاً ناجحاً لتكامل المصالح السياسية والاقتصادية في الخليج".
ونوّه بأن "عمان قد تلعب دور بوابة اقتصادية لإيران نحو الأسواق الإفريقية وآسيا، وأنها تُمثل في ظل العقوبات قناة محتملة لتسهيل التبادل التجاري الإيراني، بفضل علاقاتها الجيدة مع الغرب".