يعمل الرئيس المُنتخب دونالد ترامب على تشكيل إدارة تتضمن بعض الاختيارات للمناصب الرئيسية التي تتناقض بشكل صارخ مع جهوده المتكررة للنأي بنفسه عن مشروع 2025.
وعلى الرغم من تصريحات ترامب السابقة وتأكيدات فريقه التي تحاول إبعاده عن مشروع 2025، الذي أصبح عبئًا سياسيًا على المرشح الجمهوري خلال السباق الانتخابي، رأت صحيفة "واشنطن بوست" بأن اختيارات ترامب لفريقه القادم تُظهر شيئًا مُختلفًا.
من جانبها قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم مرحلة ترامب الانتقالية: "كما قال الرئيس ترامب عدة مرات، لا علاقة له بمشروع 2025".
وبحسب واشنطن بوست، يُعد روس فوت المثال الأكثر وضوحًا الذي يميل ترامب إلى تعيينه لقيادة مكتب الميزانية في البيت الأبيض. حيث يُعتبر فوت، الذي شغل الدور نفسه خلال فترة ولاية ترامب الأولى، مهندس مشروع 2025، وكتب فصلاً عن المكتب التنفيذي - ودعا إلى أن يمارس الرئيس القادم سلطته بشكل أكثر قوة.
كما قام ترامب بتسمية ما لا يقل عن أربعة مرشحين آخرين تم تسجيلهم بالاسم في مشروع 2025، وهم؛ توم هومان، الذي اختاره ترامب كـ "قيصر الحدود"؛ وجون راتكليف، مرشح ترامب لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية؛ وبريندان كار، لرئاسة لجنة الاتصالات الفيدرالية؛ وبيت هوكسترا، سفيراً لدى كندا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إدراج هومان وهوكسترا وراتكليف كمساهمين في بيان مشروع 2025 الذي يضم أكثر من 900 صفحة، حيث كتب بريندان كار فصلاً كاملاً عن الوكالة التي من المقرر الآن أن يُديرها.
وتابعت الصحيفة بأن إحدى المجموعات التي قدمت المشورة لمشروع 2025؛ مجموعة أمريكا فيرست ليغال ويقودها ستيفن ميلر، أحد كبار مساعدي ترامب السابقين الذي اختاره الآن للعودة إلى البيت الأبيض كمساعد للرئيس، ونائب رئيس الأركان للسياسة والأمن الداخلي.
ولفتت الصحيفة إلى أن مشروع 2025 برز بشكل واضح خلال الصيف الماضي، حيث بذل الديمقراطيون، في حينه، قصارى جهدهم لتسليط الضوء على أنه إذا تم تنفيذه في عهد ترامب، فإنه سيمنحه سلطة غير مقيدة ويزيد من تعريض الحقوق الإنجابية للخطر، والتي كانت بالفعل قضية رائدة في السباق.
كما قامت هاريس بعرض إعلانات عن مشروع 2025 خلال الأيام الأخيرة من حملتها الانتخابية.
وبدوره قام ترامب بأول جهد علني جاد للنأي بنفسه عن مشروع 2025 في منشور بتاريخ 5 يوليو/تموز الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي.
حيث كتب ترامب على موقع "تروث سوشال": "ليس لدي أي فكرة عمن يقف وراء مشروع 2025؛ أنا لا أتفق مع بعض الأشياء التي يقولونها، وبعض الأشياء التي يقولونها سخيفة للغاية".
واختتمت الصحيفة بالقول إن ترامب استمر مُتمسكًا، في كل ما تبقى من حملته الانتخابية ولغاية فوزه بالرئاسة مُجددًا، بتصريحات عدم علاقته نهائيًا بمن يقف خلف المشروع.
لكن اختيارات ترامب تدل بوضوح على أنه استبعد مشروع 2025 بشكل مؤقت لأغراض انتخابية، وها هو يعود إليه الآن من جديد.
يذكر أنه تم الكشف عن "مشروع 2025" في أبريل من العام الماضي، من قبل مؤسسة التراث التي اعتادت على اقتراح مخططات سياسية للإدارات الجمهورية المستقبلية منذ انتخاب رونالد ريغان في عام 1980.
وتتناول الخطة تفاصيل الإصلاحات الشاملة للسلطة التنفيذية، ومن بينها تجريم المواد الإباحية وفرض حظر شامل عليها وحل وزارتي التجارة والتعليم، ووقف مبيعات حبوب الإجهاض.
