قال الدبلوماسي الأمريكي السابق، بيتر همفري، إنه ليس أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خيار سوى دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وأكد همفري في حوار مع "إرم نيوز" أن ترامب أحرج نفسه بتهديده بفرض عقوبات بضع مرات على روسيا دون تنفيذ، مشيرًا إلى أنه يسعى لتحقيق السلام في أوكرانيا للفوز بجائزة نوبل، في وقت يحاول فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منعه من ذلك.
وأوضح أن "لدغات" ترامب لأوروبا خلال الفترة الأخيرة جعلتها أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة، وهو ما يُعد أمرًا غير جيد لواشنطن، مبينًا أن هناك خشية من أن تقوم إيران بتجربة قنبلتها النووية التي تعمل على الوصول إليها في تل أبيب، وذلك في حال فشل ترامب في منع طهران من بلوغ هذه المرحلة.
وتاليًا نص الحوار:
كيف ترى تحول ترامب الأخير إلى دعم أوكرانيا؟
ليس أمام ترامب خيار آخر يُذكر؛ لقد أحرج نفسه مرارًا وتكرارًا بتهديده بفرض عقوبات على روسيا، ثم لم يُقدِم على شيء من هذا القبيل. وهذا التحول ليس تأييدًا لأوكرانيا، التي لا يزال ترامب حتى الآن يُحمّلها مسؤولية استفزاز روسيا برغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
ومن يبحث عن استمرار الحرب، ومن يريد وضع حد لها، ومع بروز صراع من نوع آخر بين قادة أكبر الدول في العالم، يسعى ترامب لتحقيق السلام في كييف لحصد شعبية جماهيرية كبيرة، وإثبات أنه الوحيد القادر على إنهاء الأزمة الأوكرانية، حتى يتأهل للفوز بجائزة نوبل للسلام، بينما يحاول بوتين بكل قوته منعه من تحقيق ذلك. وهذا يعني أن أيًّا منهما لن ينجح وسط تعنت الطرفين، لتبقى الأزمة الأوكرانية مستمرة بين تصعيد وتصعيد مضاد قد يُحسم بتقديم تنازلات من اللاعبين الكبار.
هل يرجع تحول ترامب تجاه أوكرانيا إلى ضغوط داخلية من الجمهوريين؟
الاستراتيجية الأمريكية في هذا الملف نشأت في مركز أبحاث محافظ يُعرف باسم "مؤسسة التراث"، وقد عانت المؤسسة كثيرًا من فشلها في دعم حرية أوكرانيا، التي من المفترض أن يدعمها التيار المحافظ الأمريكي، الذي ينتمي إليه ترامب. والجمهوريون في حيرة من أمرهم إزاء مواقفه وتحولاته بين تأييد روسيا ثم معارضتها. هذا التذبذب بات يربك جمهوره، وقد يُفقده دعم قاعدته الشعبية، أما عناد بوتين فهو أمر عرضي.
هل تسبب ترامب وسياسته في شقاق كبير مع الحليف التاريخي؟
لا شك أن ترامب قد "لدغ" أوروبا، وسيكون لذلك عدة تأثيرات، من بينها تأثير مباشر على الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. لقد فعل ترامب بأوروبا ما جعلها تصل إلى نتيجة مفادها أنها باتت أكثر استقلالية لحماية وجودها.
وأضاف أن لدغات ترامب جعلت أوروبا أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة، وهي وصلت إلى قناعة بضرورة الاعتماد على النفس، لأنها لا تستطيع المخاطرة بطعنة أخرى من حليفها القديم. هذا التحول في أوروبا نحو الاستقلالية ليس نتيجة رائعة بالنسبة للولايات المتحدة، وقد كان ذلك بفعل ترامب.
ماسك وترامب.. كيف تُقيّم هذه العلاقة؟
لدى ماسك غرور كبير، ويتمنى أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة، لكنه لن يستطيع ذلك، إلا أنه سيفعل ما بوسعه في الداخل الأمريكي ليصل إلى وضع شبيه بذلك. سيُشكّل حزبًا آخر ويحاول إيجاد مرشحين لمجلس الشيوخ، على أمل أن يكونوا كتلة أمام الجمهوريين والديمقراطيين، وأن تُصبح بمثابة دمية في يده تخدم مصالحه. لكني أتوقع أن يفشل في إتمام هذا المخطط.
متى سينهي ترامب حرب غزة؟
لا يستطيع ترامب إنهاء الحرب في غزة، وعلى حركة حماس أن تفعل ذلك، في ظل ما وصل إليه عدد القتلى الهائل هناك، وما فقدته من مقاتليها. ولا يمكن إغفال حقيقة أن الفلسطينيين لن يختاروا حركة حماس مرة أخرى، في حال إمكانية إجراء انتخابات حرة – عبر معجزة. لقد طفح الكيل بالفلسطينيين وأكثر، بسبب حماس.
من يقود ملف إبرام اتفاق نووي مع إيران.. ترامب أم نتنياهو؟
أوضح ترامب أنه لن تكون هناك قنبلة نووية إيرانية في عهده. تخيّل فشله في منعها من ذلك وإحراجه إذا نجحت طهران وأجرت تجربة نووية! لن يتعافى ترامب حينها من هذا الفشل أبدًا، والخشية وقتها أن تُجري إيران تجربتها في تل أبيب.