أنهى الفاتيكان، الجمعة، استعداداته لجنازة البابا فرنسيس، التي تُقام صباح السبت، في ساحة القديس بطرس في روما.
وتوافد الآلاف، على مدار الأيام الثلاثة الماضية، من مختلف أقطار العالم لإلقاء النظرة الأخيرة على الحبر الأعظم، وفق "فرانس برس".
وأعلن الفاتيكان أن نحو 250 ألف شخص توافدوا إلى كاتدرائية القديس بطرس، منذ الأربعاء، للمرور أمام نعش البابا الراحل.
وصرّح الإيطالي إيغو فيليتشي (53 عاما)، "يا له من رجل عظيم! كان يحبّ الجميع، من كلّ ديانة، وكان لا بدّ لي من الحضور".
وظلت الكاتدرائية مفتوحة طوال الليل يومي الأربعاء والخميس لاستقبال الوافدين.
وأغلقت ساحة القديس بطرس الجمعة في الساعة 17,00 (15,00 ت غ) تمهيدا لمراسم الجنازة التي تبدأ السبت في الساعة العاشرة (8,00 ت غ)، فيما انتهى توافد المودعين أمام النعش في الساعة 19,00 (17,00 ت غ).
لكن الساحة ستعاود استقبال الحشود اعتبارا من الساعة الخامسة والنصف صباح السبت (3,30 ت غ).
ويُتوقع أن يشارك أكثر من 50 رئيس دولة وعشرة ملوك في مراسم الجنازة التي تواكبها تدابير أمنية مشددة، إضافة إلى العديد من كبار المسؤولين يتقدّمهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وبدأت عشرات الوفود الأجنبية تصل الجمعة إلى روما.
وتتجه الأنظار إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصل مساء الجمعة إلى روما للمشاركة في الجنازة. وهذه أول رحلة خارجية له منذ عودته إلى السلطة في كانون الثاني/يناير.
وهبطت طائرة ترامب وزوجته السيدة الأولى ميلانيا ترامب في مطار ليوناردو دا فينشي في روما، بحسب مراسل في فرانس برس كان يسافر مع الرئيس على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان".
وقال ترامب قبيل مغادرته إلى العاصمة الإيطالية: "سنلتقي العديد من القادة الأجانب" على هامش الجنازة.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أنه غير واثق من حضور الجنازة بسبب انشغالاته.
في المقابل، أعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يجري "أي لقاء دبلوماسي على هامش جنازة البابا".
واتخذت السلطات الإيطالية والفاتيكان إجراءات أمنية مشددة في المنطقة المحيطة ببازيليك القديس بطرس، مع نشر آلاف المتطوعين وعناصر إنفاذ القانون، ونظام مضاد للطائرات المسيّرة، وقنّاصة على أسطح المنازل، وطائرات مقاتلة جاهزة للإقلاع.
وستُعزّز هذه التدابير الأمنية الاستثنائية في الساعات المقبلة.
وفي الساعة الثامنة مساء الجمعة (18,00 ت غ)، أغلِق نعش البابا خلال مراسم خاصة شارك فيها الكرادلة وترأّسها الكاردينال كيفن فاريل الذي يشرف على تصريف الأعمال في الحاضرة الفاتيكانية حتى انتخاب بابا جديد.
وتوفّي أول رأس للكنيسة الكاثوليكية يتحدر من أمريكا الجنوبية، الاثنين في عيد الفصح، عن 88 عاما، بعد أقل من شهر على خروجه من المستشفى في روما حيث كان يُعالج من التهاب رئوي حاد.
وسجّي البابا في رداء أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة.
وبعد الجنازة التي يُتوقّع انتهاؤها قرابة الساعة 11,30 (9,30 ت غ)، يُنقل النعش ويعبر شوارع روما قبل أن يوارى في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري بناء على رغبة البابا الراحل في مراسم خاصة.
وقال الكرسي الرسولي إنّ مجموعة من الفقراء ستكون حاضرة في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، مذكّرا بأنّ الفقراء كانت لهم مكانة مميّزة "في قلب الأب الأقدس وتعاليمه".
وأعلن الفاتيكان في بيان الحداد 9 أيّام على البابا فرنسيس، اعتبارا من السبت.
وخلال فترة الحداد، تُقام مراسم مهيبة يوميا في كاتدرائية القديس بطرس حتى الأحد في الرابع من أيّار/مايو.
وبعد الجنازة، تتّجه الأنظار إلى الكرادلة الناخبين، البالغ عددهم 135 وتقلّ أعمارهم عن 80 عاما والذين سيجتمعون في جلسات مغلقة لاختيار خليفة فرنسيس.
ولم يعرف بعد موعد بدء المجمع المغلق، لكن كاردينال لوكسمبورغ جان-كلود هوليريش، وهو يسوعي كان مستشارا قريبا من البابا فرنسيس، رجّح أن يبدأ الكرادلة مجمعهم في 5 أو 6 أيار/مايو، أي فور انتهاء فترة الحداد التي أعلنها الكرسي الرسولي.
وسيجتمع الكرادلة الذين بدأوا التجمّع في روما من أنحاء العالم أجمع، في كنيسة سيستينا وسيجرون 4 جلسات انتخاب يوميا، اثنتين في الصباح واثنتين بعد الظهر.