توقع تقرير لصحيفة "الغارديان"، أن تحمل مراسم تشييع البابا فرنسيس احتمالات دبلوماسية "حرجة"؛ إذ سيشهد حفل السبت حضور قادة لا يجتمعون عادةً في نفس الغرفة.
وعلى الرغم من أن بدء الجنازة في العاشرة صباحًا يعني وصول معظم رؤساء الدول والقادة السياسيين إلى روما مساء الجمعة، مع فرصة قصيرة لعقد اجتماعات إذا رغبوا في ذلك، إلا أن جنازة البابا تُتيح فرصةً غير متوقعة لدبلوماسية دولية مرتجلة، ولقاءات غير مريحة.
وبحسب الصحيفة، "بينما يتوجه قادة العالم إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس يوم السبت، يُمعن مسؤولو الفاتيكان في دراسة الترتيبات اللوجستية لتجنب أي حرج دبلوماسي".
وتساءلت عما إذا كان يجب إبعاد الرئيس دونالد ترامب عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أو الزعيم اليساري البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أو أي إيراني قد يحضر.
وبحسب الصحيفة، "قد يكون هناك ارتياح لإعلان فلاديمير بوتين عدم حضوره".
وفي هذا السياق، صرح فرانسيس كامبل، سفير المملكة المتحدة لدى "الكرسي الرسولي" بين عامي 2005 و2011: "ستكون هناك ديناميكيات مثيرة للاهتمام حقًا في الجنازة".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "آخر مناسبة مماثلة كانت جنازة البابا يوحنا بولس الثاني في أبريل/نيسان 2005؛ حيث اجتمع العديد من قادة العالم معًا، بمن فيهم العديد ممن لا يجتمعون عادةً في نفس البلد، ناهيك عن نفس القاعة".
وفي ذلك اليوم، أقيمت الجنازة في ظلّ تصاعد حدة حرب العراق، التي عارضها البابا يوحنا بولس الثاني، وعندما ظهرت صورة مقربة لوجه الرئيس جورج بوش على شاشات تلفزيون خارجية كبيرة، انفجرت صيحات استهجان من الحشد.
وعلى حين وجد بوش نفسه جالسًا بالقرب من قادة إيران وسوريا وكوبا؛ فقد تجاهلهم هو وحليفه توني بلير.
وفي المقابل، ارتكب الأمير تشارلز خطأً دبلوماسيًا بمصافحته رئيس زيمبابوي المنبوذ روبرت موغابي، الذي تجاوز حظر السفر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي لحضور الجنازة؛ ويبدو أن تشارلز فوجئ عندما انحنى موغابي لتحيته؛ وجاء في بيان لاحق أن "الأمير يجد النظام الزيمبابوي الحالي بغيضًا".
وأضافت الصحيفة، أن "مصافحة أخرى، بين رئيسي العدوين اللدودين إيران وإسرائيل، اعتُبرت لحظة تاريخية محتملة؛ إلى أن نفى، لاحقًا، محمد خاتمي رئيس إيران حدوث المصافحة".